جرّت واقعة وصْف قائد بإقليم الخميسات لمسير ضيعة فلاحية بكلمة “إرهابي” وألفاظ مهينة أخرى، إلى مساءلة قضائية بعد أن تقدّم المتضرر بشكاية رسمية أمام الوكيل العام للملك لدى محكمة الاستئناف بالرباط، تتهم المسؤول الإداري بـ الشطط في استعمال السلطة والإهانة اللفظية، وفق ما أوردته جريدة الصباح.
وتعود تفاصيل الحادث إلى تدخل القائد التابع للنفوذ الترابي لجماعة خميس سيدي يحيى، بمنطقة أيت واحي بدائرة تيفلت، صباح السبت الماضي، في الضيعة الفلاحية التي تسيرها الشركة المعنية، حيث أشرف على هدم سقف إسطبلين رغم توفر المسير على رخصة إصلاح قانونية مؤشرة من طرف رئيس الجماعة، بناء على تقرير لجنة تقنية أقرت بأشغال محددة تشمل تسقيف الإسطبلين بالقصدير وتبليط الجدران.
وخلال محاولة مسير الشركة إقناع القائد بوثائق الرخصة وتوضيح طبيعة الإصلاح، فوجئ – حسب ما ورد في الشكاية وشهادات شهود الإثبات – بتعرضه لخمسة نعوت قدحية من بينها كلمة “إرهابي”، فضلاً عن عبارات مسيئة مست حتى والدته المتوفاة.
وأوضحت المعطيات أن القائد أمر بتقطيع سياج الضيعة باستعمال ملاقط حديدية لفتح فجوة ولوج، قبل أن يدخل إلى الداخل مصحوباً بحوالي 30 عنصراً من القوات المساعدة وأعوان السلطة، حيث أشرف على عملية هدم سقف الإسطبلين المخصصين لتربية الأبقار.
وأكد مسير الشركة في شكايته أنه لم يعارض تدخل السلطة، بل طالب القائد فقط بإنجاز محضر مخالفة رسمي وإحالته على وكيل الملك بتيفلت وفق ما يتيحه القانون، مبرزاً أنه يحترم القضاء ومستعد لتنفيذ أي حكم نهائي، لكنه رفض ما وصفه بـ”التصرفات التعسفية” التي تعرقل مشروعاً استثمارياً قائماً على آلاف أشجار الزيتون ويهدف إلى إنشاء معمل لتشغيل 40 مستخدماً في مرحلته الأولى.
وقد وُجهت نسخة من الشكاية إلى عامل إقليم الخميسات لإخباره بما وصفه المتضرر بـ”عرقلة الاستثمار”، مشيراً إلى أن ما وقع يتنافى مع التوجيهات الملكية والنموذج التنموي الجديد الذي يدعو إلى تشجيع الاستثمار المنتج وخلق فرص الشغل للشباب.
وتنتظر الأوساط المحلية ما سيسفر عنه تحقيق النيابة العامة بشأن هذه الواقعة التي أثارت استياءً واسعاً في المنطقة، بالنظر إلى ما تضمنته من إهانة علنية وشطط إداري محتمل في حق مستثمر خاص.






