الزميلة إلهام خليف الإنسانة قبل الإعلامية … 22 سنة من النضال والإشعاع الإعلامي بين الميكروفون والمسؤولية بفاس

الحقيقة 24منذ ساعتين
الزميلة إلهام خليف الإنسانة قبل الإعلامية … 22 سنة من النضال والإشعاع الإعلامي بين الميكروفون والمسؤولية بفاس

في عالم الإعلام، هناك أصوات لا تُنسى، وأسماء تترك بصمتها في الذاكرة الجماعية للمدينة والناس. من بين هؤلاء، يبرز اسم إلهام خليف، الصحافية المخضرمة ومديرة محطة راديو بلوس فاس، التي اختارت منذ أكثر من 22 سنة أن تسلك طريق المهنة الصعبة، مهنة البحث عن الحقيقة، بالكلمة الهادئة والطرح الرصين والالتزام بأخلاقيات الصحافة.

ولجت إلهام خليف عالم الإعلام منذ بدايات الألفية الجديدة، في زمن كانت فيه الساحة الصحافية المغربية تشهد تحولات كبرى، فرضت على الصحافي أن يكون أكثر من مجرد ناقل للخبر، بل فاعلاً وشريكاً في توعية الرأي العام ومواكبة الإصلاحات التي يعرفها الوطن.

من خلال برامجها الإذاعية وتغطياتها الميدانية، استطاعت أن تكون صوتاً صادقاً للمواطن الفاسي، تنقل همومه، وتناقش قضاياه دون انفعال أو تهور، بل بنضج مهني وشجاعة فكرية ميزتها عن كثيرين في المجال من المرتزقة الذين تفرخوا اليوم  .

الزميلة إلهام خليف لم تكتفِ بالميكروفون فقط، بل آمنت بأن الإعلام رسالة مجتمعية قبل أن يكون مهنة، فاختارت أن تُدير واحدة من أنشط المحطات الإذاعية بجهة فاس مكناس، راديو بلوس، حيث جمعت بين الحزم الإداري والروح الإنسانية، فكانت مديرة تُصغي وتوجّه وتدافع عن حرية الكلمة المسؤولة.

في بيئة إعلامية يغلب عليها الطابع الذكوري، استطاعت إلهام خليف أن تفرض حضورها بهدوئها، وذكائها، وقدرتها على إدارة الحوار والنقاش العام بلباقة عالية.
كل من اشتغل معها يعرف أنها لا تؤمن بالصدفة، بل بالاجتهاد والمثابرة والعمل الجماعي، لذلك نجحت في بناء شبكة علاقات مهنية واسعة داخل الوسط الإعلامي والإداري بالمدينة، جعلت منها صوتاً يُحترم ويُصغى إليه.

و بعيداً عن صخب الميكروفونات وأضواء الاستوديوهات، تعرفها المقربون كإنسانة بسيطة، متصالحة مع ذاتها، محبة لعملها، وغيورة على مهنتها، لا تتردد في مساعدة الزملاء الشباب، وتحرص على تقاسم خبرتها مع كل من يسعى إلى التعلم والتطور.

من يعرفها عن قرب، يدرك أن نجاحها لم يكن وليد الحظ، بل ثمرة مسار طويل من التضحية والمثابرة، وعنوانه الدائم: “الإعلام مسؤولية قبل أن يكون شهرة.”

و في الصدد ، تُواصل الزميلة إلهام اليوم عملها في راديو بلوس فاس بإصرار وعزيمة أكبر، متكيفة مع التحولات الرقمية التي فرضتها ثورة الإعلام الجديد. تؤمن بأن الإذاعة لم تمت، بل تجددت، وأن الصوت الإنساني ما زال له سحره وتأثيره رغم كل الضجيج الرقمي.

وبفضل تجربتها، أصبحت مرجعاً في مجال التسيير الإعلامي المحلي، كما تحظى بتقدير واسع من طرف زملائها ومتابعيها، الذين يرون فيها نموذجاً للإعلامية الهادئة التي تشتغل في صمت وتترك الأثر الكبير.

اثنان وعشرون عاماً من العطاء ليست مجرد رقم في مسيرة إلهام خليف، بل هي شهادة تقدير من الزمن لامرأة آمنت بدورها كإعلامية ومواطنة في خدمة مدينتها ووطنها.

إلهام خليف اليوم ليست مجرد صوت إذاعي، بل ذاكرة إعلامية حية لمدينة فاس، وشعلة تَواصل ما تزال تنير الطريق أمام أجيال جديدة من الصحافيين والصحافيات الباحثين عن المعنى الحقيقي للمهنة: الصدق، المسؤولية، والإنصات للناس.

الاخبار العاجلة