احتضنت القاعة الكبرى لجماعة فاس، أمس الأحد، ندوة وطنية تحت عنوان: “الحكم الذاتي كخيار واقعي قابل للتنزيل: التحولات السياسية والاقتصادية بالأقاليم الجنوبية بعد تصويت مجلس الأمن”، وذلك بمبادرة من فعاليات المجتمع المدني بمقاطعة المرينيين.

الندوة عرفت حضور شخصيات سياسية ومدنية من مختلف المشارب، وأطرها عدد من الأساتذة والباحثين في مجالات التاريخ والقانون والاقتصاد. وشهدت الفعالية توافدًا جماهيريًا كبيرًا تجاوز طاقة استيعاب القاعة، حيث قدر عدد الحاضرين بنحو 1500 شخص، فيما لم يتمكن المئات من إيجاد مقاعد بسبب الاكتظاظ.
وعرف اللقاء تفاعلاً كبيرًا من طرف الجمهور الذي أثرى النقاش بتدخلات رصينة وتفاعلات مكثفة مع المؤطرين، الذين حرصوا على تقديم قراءات معمقة في تاريخ القضية الوطنية ومستجداتها، خاصة في أعقاب القرار الأممي الأخير الذي اعتبر مقترح الحكم الذاتي حلاً واقعيًا وقابلاً للتنزيل.
وفي تعليق له على نجاح الندوة، أكد الفاعل المدني محسن الأزمي حسني أن الحضور الوازن في القاعة الكبرى لجماعة فاس يعكس الارتباط العميق لساكنة الحاضرة الإدريسية بقضايا الوطن، وعلى رأسها قضية الصحراء المغربية.

وأوضح الأزمي أن هذا النشاط يندرج ضمن الجهود الرامية للحفاظ على الزخم الإيجابي الذي عرفته القضية الوطنية بعد القرار الأممي الأخير، والذي — بحسب تعبيره — “قطع بشكل رسمي مع أطروحات الانفصال، وانحاز لمقترح الحكم الذاتي باعتباره الحل الأنجع لهذا النزاع المفتعل”.
وأضاف المتحدث ذاته أن الإقبال الكبير من ساكنة فاس على الندوة يعكس شغفهم لمعرفة مستجدات القضية الوطنية وتمسكهم بثوابت المملكة العلوية الشريفة.

وأكد الأزمي أن هذه الندوة هي حلقة ضمن سلسلة مبادرات مدنية تهدف إلى تعزيز الوعي بالقضايا الوطنية وتقوية حضورها في النقاش العمومي، في ظل التطورات المتسارعة التي تعرفها الساحة الإقليمية والدولية.






