شهدت مدينة فاس، صباح يوم الاثنين 17 نونبر، تهاطل أمطار خفيفة لم تتجاوز دقائق معدودة، غير أنها كانت كافية لإغراق قنطرة زواغة وعدد من شوارع وأحياء المرجة في برك مائية كبيرة، ما أعاد إلى الواجهة مجدداً إشكالية هشاشة البنية التحتية بالمدينة.
وقد تداول عدد من المواطنين صوراً ومقاطع فيديو توثق ارتفاع منسوب المياه في بعض المحاور الطرقية بمجرد تسجيل أولى زخات المطر، مما تسبب في اضطراب حركة السير وتعطيل تنقل المارة، إلى جانب معاناة أصحاب العربات والدراجات النارية الذين وجدوا صعوبة في العبور.
وتساءل سكان الأحياء المتضررة عن أسباب تكرار هذا المشهد مع كل موسم أمطار، رغم الوعود المتكررة بإصلاح شبكات الصرف الصحي وتدعيم البنية التحتية، مؤكدين أن استمرار هذه الوضعية يُظهر غياب حلول جذرية وفعّالة لتدبير مياه الأمطار.
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن تكرار هذه الفيضانات السريعة، حتى مع أمطار ضعيفة، يبرز الحاجة الملحة إلى تقييم شامل لحالة قنوات التطهير السائل، والوقوف على مدى احترام معايير الجودة في التدخلات التي تُنفَّذ في بعض المشاريع المرتبطة بالبنية التحتية.
كما دعا مهتمون، في تصريحات متطابقة، إلى ربط المسؤولية بالمحاسبة، والنظر في أسباب عدم قدرة العديد من المقاطع الطرقية على استيعاب كميات مياه تبقى في الأصل محدودة، مشددين على أن سكان مقاطعة زواغة بنسودة بفاس ينتظرون حلولاً عملية تحميهم من تكرار نفس المشاهد مع كل أول قطرة مطر.
وتبقى التساقطات التي عرفتها فاس هذا الصباح مثالاً جديداً على واقع يفرض مراجعة عميقة لبرامج التدبير الحضري، بما يضمن استجابة أكثر فعالية لمتطلبات مدينة كبيرة كفاس، ويصون سلامة الساكنة وحقوقها في خدمات عمومية تليق بمكانتها.






