أحال قاضي التحقيق بمحكمة الاستئناف بالدار البيضاء، أخيراً، دركياً برتبة أجودان على السجن المحلي عكاشة، بعد أن رجّحت معطيات البحث القضائي تورطه في ملف خطير يتعلق بالابتزاز الرقمي والتخابر مع شبكة مختصة في إنتاج ونشر محتويات تشهيرية تستهدف شخصيات أمنية وقضائية وسياسية.
وبحسب مصادر مطلعة، جاء اعتقال الدركي الذي كان يعمل بمطار بني ملال، عقب الأبحاث التي قادتها الفرقة الوطنية للشرطة القضائية تحت إشراف النيابة العامة، والتي كشفت ضلوعه في إدارة أو التعاون مع حسابات وصفحات وهمية تنشط في نشر معلومات مضللة وابتزازية بغرض التأثير على مؤسسات الدولة والتشويش على عمل قطاعات منظمة.
ووفق المصادر ذاتها، فقد أظهرت التحريات أن الدركي لم يكن يتحرك بشكل فردي، بل كان يتواصل بشكل مباشر مع شخص مقيم خارج المغرب يُشتبه في كونه العقل المدبر لشبكة إلكترونية متخصصة في التشهير، حيث زوّده بمعطيات مهنية حساسة مقابل مبالغ مالية، بهدف تسهيل تنفيذ خطط الاستهداف والضغط على الضحايا.
ومكّنت الأدلة التقنية المحجوزة خلال البحث من تعزيز الاشتباه في تورط الموقوف في تسريب معلومات داخلية واستعمالها ضمن حملات ممنهجة لنشر ادعاءات كاذبة ضد مسؤولين وهيئات عمومية، في إطار تنسيق محكم مع الشبكة المعادية.
وتشير المعطيات الأولية إلى أن التحقيق لا يزال مفتوحاً، وسط توقعات بسقوط أسماء أخرى لها ارتباط بالأنشطة الرقمية المشبوهة ذاتها، بعد رصد مؤشرات على امتدادات واسعة للشبكة.
وفي موازاة ذلك، باشرت القيادة العليا للدرك الملكي إجراءات تأديبية في حق المعني بالأمر، انتظاراً لما ستخلص إليه العدالة في الاتهامات الثقيلة الموجهة إليه.
