تعرف مدينة فاس في الأصل اختناقاً مرورياً حاداً خلال فترات الذروة، حيث تصبح العديد من الشوارع الرئيسية شبه مشلولة، خاصة بسبب كثافة الحركية وغياب بدائل مرورية فعّالة.
وفي خضم هذا الوضع المتأزم، يثار اليوم سؤال ملحّ: كيف ستبدو شوارع قلب فاس بعد الترخيص لتشييد مصحة “أكديطال” الخاصة وسط المدينة؟
فبعد التجربة السابقة بمحيط طريق إيموزار، حيث تسبب موقع مصحة “أكديطال” الحالية في ضغط كبير على السير والجولان، يخشى عدد من المواطنين أن يتكرر السيناريو نفسه هذه المرة أيضاً، ولكن في منطقة أكثر حساسية من الناحية المرورية.
ويعتبر شارع الحسن الثاني أحد الشرايين الحيوية لوسط المدينة، ومعروفاً بازدحاماته اليومية حتى قبل وجود أية منشأة كبيرة. وتشير عدة فعاليات إلى أن إحداث مصحة ضخمة بهذا الموقع سيؤدي بشكل شبه مؤكد إلى اختناق مروري غير مسبوق، خاصة في ساعات الدخول والخروج، ومع سيارات الإسعاف، وزوار المصحة، وموظفيها.
ويتخوف السكان من أن تتحول المنطقة إلى نقطة سوداء جديدة، شبيهة بما يحدث أمام بعض المؤسسات التعليمية الخاصة، التي يتسبب محيطها في ازدحامات يومية خانقة.
هذه التخوفات تطرح سؤالاً مشروعا:
هل تم إجراء دراسة أثر مروري قبل منح الترخيص؟
وهل تمت مراعاة الطاقة الاستيعابية للشوارع، ومواقف السيارات، ومسارات سيارات الإسعاف، قبل اتخاذ هذا القرار؟
يبقى الرهان اليوم على أن تتدخل مصالح الجماعة والولاية والمهندسين المختصين لوضع تصور شامل يضمن توازن التنمية العمرانية من جهة، والحفاظ على سيولة حركة المرور من جهة أخرى، حتى لا يتحول وسط فاس إلى منطقة مشلولة بالكامل.
