تشهد إحدى الشوارع الحيوية وسط مدينة فاس حالة استياء واسع بعد قيام مالك مقهى فاخرة بصباغة جزء من الرصيف والطوار باللونين الأبيض والأحمر بطريقة غير قانونية، في محاولة—وفق مصادر محلية—لمنع السيارات من الوقوف أمام مخبزته الواقعة بجوار المقهى، وهو ما اعتبره العديد من المواطنين تعديًا صريحًا على الملك العمومي وخرقًا واضحًا للقوانين المنظمة لحركة السير والجولان.
وحسب شهادات متطابقة، فقد شمل التغيير غير القانوني جزءًا من الرصيف المحاذي للمقهى، مما تسبب في ارتباك في حركة المرور وخلق نوع من الفوضى في تنظيم الوقوف، لاسيما أن المكان يعرف كثافة مرورية يومية. كما عبر عدد من السائقين عن غضبهم من هذا التصرف الانفرادي، الذي يحرم المواطنين من حقهم في استعمال الطريق العام للوقوف و التوقف .
ويرى متتبعون للشأن المحلي أن مثل هذه السلوكيات تُسائل بشكل مباشر دور السلطات الترابية، وعلى رأسها قائد الملحقة الإدارية أكدال، في مراقبة وتحرير الملك العمومي من أي استغلال غير مشروع، خصوصًا أن صباغة الطوار وتغيير معالم الطريق اختصاص حصري تحفظه القوانين للسلطات الجماعية والأمنية، ولا يمكن لأي جهة خاصة اتخاذه من تلقاء نفسها.
وتشير مصادر الحقيقة24 إلى أن هذه الواقعة ليست الأولى في المدينة، إذ سبق للسلطات أن تدخلت في حالات مماثلة، حيث تم إزالة صباغات غير قانونية أو علامات وضعها أصحاب محلات دون سند قانوني، لما تشكله من اعتداء على المجال العام وإرباك لحركة السير.
ويطالب المواطنون بتدخل عاجل وواضح لإرجاع الأمور إلى نصابها، عبر إزالة الصباغة غير القانونية وفتح تحقيق لمعرفة ظروف وملابسات هذا التصرف، مع التأكيد على ضرورة تعزيز المراقبة الميدانية للملك العمومي، حتى لا تتحول مثل هذه الحالات إلى سابقة تُشجع البعض على فرض الأمر الواقع في غياب تدخل رسمي.
ويبقى السؤال المطروح اليوم: هل سيتحرك قائد الملحقة الإدارية أكدال لتحرير الملك العمومي وإعادة الانضباط إلى هذا الشارع ؟.
