بعد ليلة حزينة بفاس… سكان حي المستقبل ببنسودة يجسّدون أجمل صور التضامن مع عناصر الإنقاذ عقب انهيار بنايتين و يقدمون وجبات غذائية

الحقيقة 24منذ ساعتين
بعد ليلة حزينة بفاس… سكان حي المستقبل ببنسودة يجسّدون أجمل صور التضامن مع عناصر الإنقاذ عقب انهيار بنايتين و يقدمون وجبات غذائية

عاشت مدينة فاس ليلة مؤلمة عقب انهيار بنايتين بحي المستقبل بمنطقة المسيرة، في حادث مأساوي خلّف عدداً كبيراً من الضحايا، وسط حالة حزن عميقة عمّت الساكنة وكل المتابعين.

ومع اليوم الثاني بعد الفاجعة، ظهرت واحدة من أنبل الصور الإنسانية التي تُعرف بها الأحياء الشعبية، حين بادر جيران الضحايا وسكان المنطقة إلى التعبير عن تضامنهم العملي مع مختلف فرق التدخل التي قضت ساعات طويلة في عمليات الإنقاذ.

فور انتشار الخبر واستنفار السلطات، تجمّع السكان بالقرب من موقع الانهيار، ليس فقط بهدف متابعة الوضع، بل لتقديم يد العون لرجال الوقاية المدنية، والقوات المساعدة، والأمن الوطني، التي لم تتوقف عن العمل رغم قساوة الظروف و تهاطل الامطار .

البادرة التي لقيت استحساناً واسعاً تمثلت في قيام مجموعة من شباب ونساء الحي بإعداد مشروبات دافئة وأطعمة تقليدية، من بينهاالحريرة و تقديم العسل والزبدة و الخبز والشاي.

وقام السكان بتوزيعها على عناصر الإنقاذ الذين ظلوا في عين المكان مرابطين لساعات طويلة، في صورة تعبّر عن الامتنان للمجهودات الكبيرة التي بُذلت منذ لحظة وقوع الحادث.

الساكنة المحلية أكدت أن ما قاموا به ليس سوى واجب إنساني تجاه فرق عملت بلا توقف لإنقاذ الأرواح وتأمين المكان.


هذا التضامن العفوي الذي انطلق من قلوب مكلومة، يعكس القيم المتجذرة داخل الأحياء الشعبية المغربية:
التآزر، الموقف الواحد، والوقوف الجماعي في لحظات الشدة.

والتقطت الحقيقة24 صورا تعكس حضور شباب ونساء ورجال وهم يقدمون الدعم المعنوي للفرق العاملة، معتبرين أن الوقوف إلى جانبهم واجب إنساني وأخلاقي قبل أن يكون مجرّد رد فعل على فاجعة.

من جانبهم، عبّر عدد من المتابعين عن تقديرهم للتدخل الذي قامت به عناصر الوقاية المدنية والأجهزة الأمنية التي تعبّأت بشكل كامل منذ اللحظات الأولى للانهيار.
واعتبر المواطنون أنّ التعب والإرهاق الذي ظهر على وجوه أفراد الفرق لم يمنعهم من مواصلة عمليات البحث والتدخل، ما استدعى—في نظر السكان—أن يكونوا سنداً لهم ولو بشيء بسيط.

وسط الحزن الكبير الذي خلّفته الفاجعة، جاءت المبادرة الإنسانية لجيران الضحايا كتأكيد على أن الروح الجماعية ما تزال قوية داخل المجتمع، وأن الأزمات تكشف دائماً عن الجانب المضيء في الإنسان، مهما اشتدت الظروف.

هذه اللحظات أثبتت أن الأحياء الشعبية، رغم ما تعانيه من صعوبات يومية، تظل منبعاً للقيم النبيلة من تضامن، و تكافل، والوقوف مع الآخر دون انتظار مقابل.

ورغم فداحة الفاجعة، فإن صور التآزر التي شهدها حي المستقبل ستظل شاهدة على قوة الروابط الاجتماعية بين سكان المنطقة، وعلى الاحترام والتقدير الذي يحظى به رجال الإنقاذ عندما يؤدون واجبهم الوطني والإنساني.
وفي انتظار استكمال التحقيقات ومعرفة تفاصيل الحادث، تبقى الرسالة الأكبر هي تلك التي كتبها سكان الحي بأفعالهم:
في الشدائد نكون واحدة… ومصاب واحد يوحّد قلوب الجميع.

الاخبار العاجلة