في فاجعة انهيار عمارتين سكنيتين بفاس والتي أودت إلى حدود الساعة بحياة 22 شخصا وإصابة 19 آخر، حضر كل المسؤولين وهرب العمدة.
الكل كان متجندا : السيد خالد آيت الطالب والي جهة فاس مكناس، والسيد محمد اوعلا أوحتيت والي أمن فاس، و السيد المدير الجهوي لمديرية مراقبة التراب الوطني و كذا رجال الوقاية المدنية ومسؤولون آخرون من منتخبون بمقاطعة زواغة و نواب برلمانيون بفاس الشمالية ، لكن العمدة الذي صوت عليه هؤلاء الضحايا وانتخبوه ليمثلهم غاب عنهم أو لِنقل قد هرب. هرب من العار الذي يلاحقه، هرب من المسؤولية، هرب من آلام من كان هناك وسط الركام.
هكذا للأسف هم بعض المنتخبين، يعشقون الحفلات والبهرجة، ويسعون لأخذ الصور أثناء اللحظات المرحة، لكن يختفون أو يختبؤون في لحظة الحزن والأوجاع. الكل كان يبحث عن السيد العمدة في هاته الليلة السوداء ليتضامن معه في هاته الفاجعة لكنه غاب خوفا من انهياره أمام أحزان الناس. حتى نحن الصحفيين أردنا التضامن مع السيد العمدة لأنه يمثل ساكنة فاس وهؤلاء الضحايا هم من ساكنة فاس، لكننا بحثنا عنه كثيرا ولم نجده.
عمدة فاس السيد البقالي ربما كان نائما، كان يغوص في أحلامه، أو ربما كان يرقص في حفلة ما، ما أدرانا، لكن بالتأكيد لم يكن بجانب الضحايا، لم يكن إلى جانب من وضعوا فيه أملهم ليحس بألمهم ، لم يكن بالقرب منهم، مثلهم مثل ضحايا عمارة حي الحسني، ومثل آخرين مهددين بفقد حياتهم دور أخرى آيلة للسقوط.
فلتتذكر ساكنة فاس أن السيد عبد السلام البقالي عمدة فاس خذلهم في أكثر من مناسبة، ولتتذكر أنه كان بعيدا عنهم حينما احتاجوا أن يكون بالقرب منهم كساكنة مكلومة . فلتذكره عند الانتخابات، ولتتذكر باعها واشترى راحته، وإن غدا لناظره لقريب.






