شهدت مدينة وجدة خلال الأيام الأخيرة حادثة مؤلمة خلفت صدمة واسعة في صفوف أسرة الأمن والمواطنين، بعد وفاة ضابط شرطة يعمل بفرقة المرور بولاية أمن وجدة، إثر تعرضه لهجوم مباغت من مجموعة من الكلاب الضالة المنتشرة بالطريق المزدوج القريب من حي ظهر المحلة في اتجاه سيدي يحيى.
وكان الضابط في طريق عودته إلى منزله بعدما أنهى قضاء مهمة شخصية، مستعملاً دراجته النارية، قبل أن يعترض أحد الكلاب مساره بشكل مفاجئ، مما تسبب في فقدانه السيطرة على الدراجة وسقوطه بقوة على الأرض. وأسفر الحادث عن إصابة خطيرة في الرأس نتج عنها نزيف داخلي حاد، ورغم نقله على عجل إلى المستشفى، إلا أن حالته الحرجة لم تمهله طويلاً، ليفارق الحياة متأثراً بجروحه، تاركاً حزناً عميقاً في نفوس أسرته وزملائه.
وباشرت السلطات تحقيقاً مستعجلاً لتحديد ملابسات الحادث بدقة، وذلك بتنسيق مع المصالح المختصة بالمندوبية الإقليمية للصحة والسلطات المحلية والجهات المعنية بالمدينة، بهدف ترتيب الآثار القانونية والتنظيمية المترتبة على هذه الواقعة.
الحادث أحيا من جديد النقاش حول ملف الكلاب الضالة الذي يثير قلقاً متزايداً لدى سكان وجدة، في ظل تكرار الشكايات بشأن انتشارها في عدد من الأحياء. كما أعاد طرح مسؤولية الجهات المعنية، خصوصاً المجلس الجماعي، بخصوص الإجراءات التي سبق اقتراحها دون تفعيل فعلي يحد من تفاقم هذه الظاهرة التي باتت تشكل خطراً حقيقياً على سلامة المواطنين.
وتحولت هذه المأساة إلى جرس إنذار جديد يستدعي اتخاذ قرارات حازمة وسريعة، من أجل وضع حد لانتشار الكلاب الضالة واعتماد حلول ناجعة لحماية السكان وتفادي تكرار مثل هذه الأحداث المؤلمة.






