المواطن كيتداوى والسياسي كيسوّق لراسو :قافلة طبية كتخدم الأجندة السياسية بجنان الورد بفاس قبل ما تخدم صحة المرضى

الحقيقة 24منذ ساعة واحدة
المواطن كيتداوى والسياسي كيسوّق لراسو :قافلة طبية كتخدم الأجندة السياسية بجنان الورد بفاس قبل ما تخدم صحة المرضى

احتضن المركز الصحي صهريج كناوة، التابع لمقاطعة جنان الورد بمدينة فاس، قافلة طبية وُصفت رسميًا بأنها مبادرة اجتماعية تروم تقريب الخدمات الصحية من المواطنين.

غير أن هذه المبادرة، التي كان يُفترض أن تمر في إطارها الإنساني الصرف، أثارت موجة من التساؤلات والانتقادات وسط عدد من المتتبعين والفاعلين المحليين، بسبب ما اعتُبر توظيفًا سياسيًا واضحًا لحدث صحي حساس.

وبحسب معطيات متطابقة حصلت عليها الحقيقة24 ، فقد رافقت القافلة مظاهر “استعراض” غير معتادة في مثل هذه الأنشطة، من حضور لمنتخبين محليين و نواب برلمانيين ، إلى التقاط الصور وترويجها على منصات التواصل الاجتماعي، في مشاهد اعتبرها متابعون أقرب إلى حملة انتخابية سابقة لأوانها منها إلى عمل تضامني موجه لخدمة الساكنة.

عدد من المواطنين عبّروا، في تصريحات متفرقة، عن استيائهم مما وصفوه بـ”الركوب السياسي على صحة الناس”، مؤكدين أن الحق في العلاج لا يجب أن يتحول إلى وسيلة للدعاية أو “شوفوني مع المواطنين”، خاصة في أحياء تعاني أصلًا من هشاشة اجتماعية ونقص في الخدمات الصحية الأساسية.

ويرى فاعلون جمعويون أن مثل هذه المبادرات، رغم أهميتها، تفقد مصداقيتها عندما تُربط بأجندات انتخابية ضيقة، مشددين على أن العمل الصحي والاجتماعي يجب أن يبقى محايدًا، مستدامًا، ومؤسساتيًا، بعيدًا عن منطق الموسمية والتقاط الصور.

كما طُرحت تساؤلات حول دور الجهات الوصية في ضبط وتنظيم هذه القوافل، وضمان احترامها لأخلاقيات العمل الإنساني، خاصة عندما يتعلق الأمر بقطاع حساس كالصحة، الذي يفترض فيه الجدية والاستمرارية بدل الظهور الظرفي.

وفي الوقت الذي لا يُنكر فيه أحد أهمية تقريب الخدمات الصحية من المواطنين، يؤكد متتبعون أن التنمية الاجتماعية الحقيقية لا تُقاس بعدد الصور ولا بالمنشورات الفيسبوكية، بل بمدى تحسين جودة الخدمات الصحية العمومية، وتوفير أطر طبية وتجهيزات قارة تستجيب لحاجيات الساكنة على مدار السنة.

ليبقى السؤال الذي يطرح نفسه ، هل نحن أمام مبادرات صحية خالصة لخدمة المواطن، أم أمام استغلال ظرفي لمعاناة الناس في سياق انتخابي مبكر؟

الاخبار العاجلة