فاس لبسات زينها غير ملي جايين الضياف شعلو النافورات بالضواو و السطوبات تقادو و الطرقان توسعوا، أما المواطن اللي ساكن فيها ليه الله

الحقيقة 2414 ديسمبر 2025
فاس لبسات زينها غير ملي جايين الضياف شعلو النافورات بالضواو و السطوبات تقادو و الطرقان توسعوا، أما المواطن اللي ساكن فيها ليه الله

من المؤسف أن يعيش سكان مدينة فاس واقعًا حضريًا لا يرقى إلى تاريخها ومكانتها، في وقت تُجمَّل فيه المدينة وتُزَيَّن فقط عند حلول المناسبات أو استقبال الزوار.

فالمشهد يتكرر كل مرة: نوافير لا تشتغل إلا عند قدوم الوفود، أضواء مزركشة تُشعل مؤقتًا، وحافلات جديدة لا تظهر إلا في لحظات استثنائية، وكأن المدينة لا تستحق العناية إلا حين تكون تحت أعين الضيوف.

سكان فاس لا يطالبون بامتيازات خارجة عن المألوف، بل بحقهم الطبيعي في العيش داخل بيئة حضرية جميلة، بطرق واسعة وآمنة، وإنارة عمومية ناصعة، ومرافق تشتغل بشكل دائم لا موسمي. فالجمالية الحضرية ليست ديكورًا ظرفيًا، بل عنصرًا أساسيًا من عناصر جودة الحياة، ومرآة لاحترام المواطن.

إن منطق “تزيين الواجهة” عند زيارة المسؤولين أو السياح، مقابل إهمال العمق الاجتماعي واليومي للمدينة، يكرّس شعورًا بالإقصاء لدى الساكنة، ويطرح تساؤلات حقيقية حول أولويات التدبير المحلي. فالمدينة التي تُجمَّل للزائر فقط، تفقد معناها لأبنائها.

فاس، بتاريخها العريق وإشعاعها الثقافي، تستحق سياسة حضرية عادلة، تجعل من جمال المدينة حقًا دائمًا لسكانها، لا امتيازًا مؤقتًا للزوار. لأن المدينة التي تُحترم يوميًا، هي وحدها القادرة على استقبال ضيوفها بكرامة وصدق.

الاخبار العاجلة