إيمان الفناسي
جرح آسفي جرح جديد ينضاف إلى سلسلة من الجراح التي تغطي جسد المواطن المغربي هل ما يزال فينا موضع آخر لألم جديد ؟!
لم تجف دماء ضحايا عمارة فاس وها نحن نشيع جثامين جديدة، اللهم لا اعتراض على حكمك وقضائك فنحن عبيدك في المنشط والمكره لكن يجب علينا أن نعترض على اختيارات النخبة السياسية التي حولت حياتنا إلى سلسلة من الاستعراضات الجوفاء في طول المغرب وعرضه مهرجانات بالمئات تستنزف مقدرات البلاد واستعداد للاستحقاقات الكروية مع ما يتطلب ذلك من تبذير للملايير في الجهة المقابلة عجلة تنمية معطوبة وشباب لا حلم له غير الهجرة ، مستعد للارتماء في أحضان المجهول بحثا عن وهم لا وجود له ، شباب لا يحس بدفء الوطن وتلك مصيبة كبرى .
بنية تحتية مهترئة ما إن نستقبل أول مطرية بفرح الذي أضناه الجفاف حتى تستقبلنا أخبار الفواجع، مأساة آسفي يجب أن نصحح على ضوئها بوصلة وطن بأكمله وأول من عليه تعديل بوصلته هذه الحكومة التي تقودنا دون رؤية حين يخرج رئيس الحكومة في الناظور وفاس ليبشرنا بإنجازات حكومته المبهرة يعتقد أن ضحايا الحوز الذين يبيتون في العراء ومكلومي فاس وأولئك الذين صاروا بلا معيل عقب فيضانات آسفي، تهمهم البهرجة والأرقام الكاذبة.
لا أعتقد أن أخنوش سيخرج ليتحمل مسؤولية ما حدث أو على الأقل ليواسي الضحايا سيختار الهروب إلى الأمام كعادته
كأنما هؤلاء من مغرب آخر لا يحب رؤيتهم أو سماع آهاتهم لأنها تفسد عليه نشوة انتصاراته المزعومة، لدي يقين جازم بأن انتظارات المغاربة من الحكومة منعدمة.
فعلى رأي الشاعر: لقد أسمعت لو ناديت حيا ….ولكن لا حياة لمن تنادي ونار لو نفخت بها أضاءت … ولكن أنت تنفخ في رماد.






