عرفت قاعة جماعة أكدال بفاس يوم السبت 24 نونبر2018، تنظيم ندوة وطنية حول موضوع: “سيناريوهات وآفاق الحل في مفاوضات جينيف حول الصحراء”، حيث سهرت الجهة المنظمة، المركز الوطني كرامة وحقوق بشراكة مع التنسيقية الوطنية لدعم الحكم الذاتي للصحراء المغربية وبدعم من مجلس مقاطعة اكدال، على إشراك نخبة من الدكاترة لمناقشة الملف الوطني، حفيظ الزهري، رشيد بنعمر، علي العشاق، بدر الزاهر، وقد نشطت الندوة السيدة حكيمة باباش رئيسة المركز الوطني كرامة وحقوق ، حيث ألقت كلمة بالمناسبة طالبت فيها باسترجاع الأقاليم المغتصبة ، واستعرضت كرنولوجية ملف الصحراء المغربية والمناورات التي تعرض لها من طرف المستعمر والجارة الجزائر وربيبتها البوليزاريو، ونجاح المغرب الديبلوماسي في وضع تصور منطقي للملف في المنتظم الدولي، مؤكدة على ضرورة وجود ديبلوماسية جادة واعية بهذا الملف الذي يمس كل المغاربة، في نفس السياق دعا الدكتور علي العشاق إلى التركيز على الجزائر باعتبارها الحلقة الأهم في هذا الصراع المفتعل حول صحرائنا المغربية، ولعل مبادرة الملك محمد السادس في خلق جو الثقة ، جاءت في وقتها المناسب من أجل خلق مناخ الثقة بين المغرب والجزائر، والتحرك الملكي الديبلوماسي للمبعوث الأممي للصحراء المغربية، جعل المنتظم العالمي الدولي يضم صوته إلى صوت المغرب من أجل حل نهائي للنزاع المفتعل في أقاليمنا الجنوبية، في الجانب من الآخر من الندوة ركز الأستاذ الزاهر محمد على الإمتداد المغربي الأوربي وهو إمتداد تاريخي جعل المغرب صلة وصل بين إفريقيا و أوروبا، وما احتلال وانتزاع المناطق المغربية من طرف المستعمر إلا بوجود ضعف نخب سياسية مغربية إبان تلك المرحلة، المحاضر ركز على الدور الطلائعي الذي أصبح يلعبه المغرب نتيجة وضعه المتقدم في عدة ملفات حساسة الفلاحة، الأمن، الهجرة…إلخ وفق قاعدة رابح رابح، داعيا إلى تعميق التوغل المغربي اتجاه العملاق الاقتصادي الألماني وتفعيل ديبلوماسية قوية مع هذا البلد الشقيق، معتبرا المغرب والاتحاد الأوربي في سفينة واحدة، في نفس السياق ركز الاستاذ حفيظ الزهري على الانقسام الحاصل في المواقف الدولية اتجاه القضية الوطنية، تراجع الدور الفرنسي الواضح في افريقيا بظهور التنين الصيني فيها، ومطالبة امريكا بحل جذري لهذا النزاع، مستحضرا الدور الذي أصبح المغرب يلعبه في القضايا الدولية التي ترتبط بالتطرف والتشيع والأمن، امام ضعف اللحمة الإفريقية المغربية ووجود صراعات قاتلة في كل من اليمن وسوريا وليبيا ومحاصرة قطر، أثر في قوة المجموعة العربية التي أصبحت تشكو العجز والفشل أمام قضاياها الداخلية.
واختتمت المدخلات بمداخلة الدكتور رشيد بنعمر، الذي ركز على شراء الذمم من طرف الجزائر وصرفها الملايير من الدولارات كرشوة ضد قضيتنا الوطنية ، وما انهيار الوضع الاقتصادي بالجزائر وانهيار نظم سياسة كانت تساند النظام الجزائر لدليل قاطع على تخبط الجزائر في أزمة حقيقية، جعلت المنتظم الدولي يطالب بالحل الدائم للملف المتنازع فيه، لوقوفه على حقيقة أحقاد جنرلات الجزائر، والترحيب بالدعوة الملكية لفتح باب الحوار والتواصل بين المغرب الجزائر، كلها صبت في تعزيز الموقف المغربي من قضية كل المغاربة، قضية الصحراء المغربية.
تبقى قضية الصحراء المغربية، قضية كل المغاربة، بحاجة لكل الجهود الداخلية والخارجية لمساندة التحرك الديبلوماسي المغربي في هذا الاتجاه، بعيدا عن المزايدات السياسية العقيمة.
الطيب الشارف