تداولت أحد المنابر الاعلامية فيديو تحت عنوان : “خطير ..العثور على جثة شخص مرمية في هاوية بجنان السلاوي بسيدي بوجيدة بفاس والشرطة في قفص الإتهام “.
بمجرد ذلك انتقل طاقم موقع الحقيقة 24 لعين المكان لاستجلاء الحقيقة والبحث في تفاصيل صحة مقطع هذا الفيديو ، وبعد استقراء سريع لتدخلات أحد ساكنة المنطقة ، تبين لطاقم الحقيقة 24 أن الموقع المشار إليه أعلاه كان متحاملا على شرطة فاس بدرجة مبالغ فيها ، حيث لم يكلف نفسه عناء البحث والتحري الذي تفرضه قدسية مهنة الصحافة ، فذهب في دغدغة مشكوك في أمرها لأهالي المنطقة وأقرباء الضحية ،
بالنظر بعين التفحص في ادعاءات الشباب الذي استقدمهم الموقع لأخد تصريحاتهم يتبين بشكل جلي حجم التجني على جهاز الأمن بفاس ومحاولة تحميل مسؤولية مقتل هذا الشاب لهذا الجهاز الذي جيء به لحماية المواطنين و الممتلكات لا لقتلهم ، فهل بوليس فاس هم من دفعوا الشاب الهالك لرمي نفسه من على هذه الحافة؟ ، ثم إن المستجوبين من طرف هذا الموقع يعترفون بعضمة لسانهم أن وقت مداهمة رجال الشرطة للمنطقة لإلقاء القبض على المشتبه فيهم كان الشاب الضحية حينها في حالة تلبس بحيازة “ممنوع ما ” ، فهنا سيناريو الحادث يتضح دون بذل جهد كبير في التفكير : رجال الشرطة يحاولون إلقاء القبض على الهالك لحيازته هذه الممنوعات ..الضحية فر هاربا منهم ، ليقصد هذه الحافة الخطرة من أجل الإحتماء ، قبل ان يقع ما لا يحمد عقباه …
الحقيقة 24 ربطت اتصالاتها بمصادرها الخاصة ، للتأكد من صحة إدعاء أن رجال الشرطة لم يباشرو إجراء التبليغ عن الحادث ، ليتأكد لها أن الإدعاء باطل لا أساس له من الصحة ، فبمجرد إقدام الضحية على الإرتماء من على الحافة هربا من رجال الشرطة ، باشرت الأخيرة إجراءاتها الإعتيادية في مثل هذه الحالات التي تكون وقائعها خارج إرادة التدخل الأمني ، فرجال الأمن كانت مهمتهم في تلك اللحظة إجراء عملية تمشيط للمنطقة لإلقاء القبض على المشتبه بهم ، ولم تكن تعلم أن الضحية سيقدم على هذه الخطوة الخطيرة غير محسوبة العواقب ..
يقول المثل الشعبي الدارج : “الكذوب غي على الميت ” ، وما هو السبب الذي سيدفع رجال الشرطة كي يقدموا على عدم التبليغ عن وقوع هذا الحادث ، كما يحاول الموقع ومستجوبوه إقناعنا به ، لكنه للأسف لم يفلح رغم جهده .
جهاز أمن فاس أكبر من هذه الترهات ، والتدخلات الأمنية التي يباشرها لا يحق لأي أحد جعلها محط مزايدات أو مغالطات ، فالرأي العام الفاسي يعلم حجم المجهود الأمني الذي يبدله أمن فاس ، ولا يحتاج لمن يمرر له مثل هذه المغالطات المفضوحة ، والتي كان الفيديو نفسه من خلال نوعية المستجوبين يفضحها دون أن يبذل الرأي العام الفاسي أدنى جهد .