ما هي إلا أيام قليلة و ستعطى انطلاقة الموسم الدراسي الجديد ، و سينطلق معها موسم جديد من إنهاك جيوب الأسر المغربية ، فمواسم مثل هاته تتوالى تباعا دون انقطاع أو توقف ، في مقابل انعدام مواسم تسعى فيها حكومتنا الموقرة على ملئ جيوب المغاربة الفارغة و لو بدريهمات معدودة فوق رواتبها التي لا تسمن و لا تغني من جوع .
أسر مغربية لا تريد التفكير بأنها عائدة إلى مصيرها الحتمي الذي لا مفر منه : قوائم طويلة عريضة من كتب و مستلزمات مدرسية وكأن أبنائنا يتابعون دراستهم بوكالة الفضاء الأمريكية La NASA ، مستلزمات تنوء بحملها أجسامهم الصغيرة المغلوبة على أمرها في زمن المخططات الاستعجالية والبرامج الاصلاحية التي لا تنقضي ، و رسوم تسجيل في تعليم خصوصي تنوء بحملها أيضا جيوبهم المنهكة من عطلة صيفية مكلفة .
رحلة العودة إلى فاس ثقيلة على قلوب الكثيرين ، بل إن البعض لا يريد التفكير فيها حتى لا ينغص عليه لحظات متعة واستجمام يقضيها بمدن جميلة نظيفة بشواطئ و منتجعات سياحية خلابة .
احزموا حقائبكم وعودوا ، فهناك أشياء أكثر روعة من هذه الأمور تنتظركم بفاس ، أمور ربما ستخفف عنكم من هول الصدمات التي ستصيب جيوبكم بمجرد عودتكم .
احزموا حقائبكم وعودوا ، فعمدة فاس ينتظر عودتكم بفارغ من الصبر كي يزف لكم بشرى جميلة ، ينتظركم كي يعرض عليكم قائمة “الأوراش الكبرى و العملاقة التي تحققت سنة 2019 بفاس ” .
احزموا حقائبكم وعودوا ، فرئيس حكومتنا الموقرة ينتظر عودتكم كي يفصح عن أسماء الوزراء والمسؤولين الجدد من ذوي الكفاءات الكبيرة ، و التي معها سيرى المغرب عهدا جديدا مشرقا .
احزموا حقائبكم و عودوا ، كي نعيش معا تلك اللحظات الجميلة ونحتفل مع نوابنا البرلمانيين المحترمين وهم يلبسون جلابيبهم البيضاء الأنيقة و يلتحقون بالمؤسسة التشريعية من أجل خدمتنا والدفاع عنا هناك .
احزموا حقائبكم وعودوا ، ففاس وكعادتها تهيئ لكم أفراحا ومسرات .
زهير حنفي