لم يكن منتظرا بعد صدور قرار عمدة فاس القاضي بتجميد الراتب الشهري للنقابي المثير للجدل إدريس أبلهاض ، أن تشتعل منصات التواصل الاجتماعي ووسائل الاعلام المحلية والوطنية دفاعا عن الأخير ، فالقرار قسم ظهر العدالة والتنمية بفاس و أجج حولها حملة انتقاد واسعة زادت من سقوط أسهمها المتدنية أصلا في بورصة الحياة السياسية بالعاصمة العلمية .
القرار الذي اتخده العمدة بعد سبق إصرار وترصد كشف حجم الشعبية الواسعة التي يحضى بها إدريس أبلهاض داخل الأوساط النقابية والاعلامية بفاس والوطن ، فالرجل صار حديث كل لسان بل إنه نازع في شعبيته أسماء سياسية بارزة بفاس كان يشير إليها الجميع بالاحترام و التقدير .
الرجل لم ينتظر دعما من حلفائه بحزب الاستقلال و لم يتلقى مساندة اللهم تدوينة من النائب البرلماني علال العمراوي ، فالجميع وضع حينها رأسه تحت التراب منتظرا مرور العاصفة بسلام ، إلا أن أبلهاض استطاع بذكاء ثاقب استغلال الفرصة لكشف كثير من الأوراق المتخبية تحت طاولة المؤامرات الخبيثة ، خرجاته الاعلامية المدروسة والتاكتيك الدفاعي بانتفاضة مسيرة الكرامة المرتقبة و الأسلوب الذي اتبعه في مواجهة قرار العمدة عرى سوءة المقربين و كشف حجم الانبطاح اللعين والتفاوض السري المبيت ، وكأن لسان حاله يقول لهم : ” إذا كنتم جميعا تريدون رأس أبلهاض ، فقراركم المشترك قد أتى على رؤوسكم جميعا ” .
لا أحد يعلم ما الشيء الذي يخطط له أبلهاض والمقربون منه ، إلا أن مؤشرات واضحة تنذر بأيام عصيبة تنتظر الأزمي بفاس و كل من شاركوه اتخاد هذا القرار المتسرع ، وربما طبول الحرب ستدق حتى على أبواب المتفرجين من الأصحاب المقربين.
لإدريس أبلهاض تاريخ نضالي يعرفه الجميع بفاس ، وردة فعله السريعة لا يمكن التكهن بآثارها ، فالرجل له قاعدة جماهيرية واسعة تدعمه ، من مستخدمين وعمال و قطاعات مهنية استطاع الحفاظ على وحدة صفها من خلال كاريزمته النقابية في التعاطي مع مطالبها وحسن التواصل معها والدعم المستمر لها ،
الرجل يعي جيدا حجم المؤامرة المتعددة الأطراف التي حيكت ضده و يدرك تماما من يقف ورائها في الخفاء من الأصدقاء و الحلفاء و المقربين و حتى الأعداء ، وفي الوهلة الأولى وقبل أي ردة فعل استطاع كسب أولى الجولات بنجاح عندما كشف ضعف موقف الحليف السياسي بفاس ، وقد تحمل باقي الجولات مفاجآت لا يمكن التكهن بطبيعة من ستأتي عليهم .