جماعة عين الشقف التابعة لإقليم مولاي يعقوب، لم يشفع لها قربها من المجال الحضري لفاس التي لا تبعد عنه سوى كيلومترات، وما تزخر به من مؤهلات طبيعية وفلاحية لتنال حظها من التنمية من الجماعات الفقيرة أو المفقرة إن صح التعبير، داخل جهة فاس مكناس، إذ تعاني من العزلة والتهميش والإقصاء الاجتماعي.
فلا يمكن الحديث عن مظهر من مظاهر التنمية أو حتى نواة لمشروع قد يخرج المنطقة من تخلفها، حيث الغياب شبه التام للمسالك الطرقية والمرافق الاجتماعية الضرورية وانعدام كلي لأدنى شروط العيش الكريم..يمكن وضع حد لهذا التردي إلا بسن سياسة تنموية هادفة تستهدف الأبعاد البشرية والاجتماعية والاقتصادية وتتطلب مخططات بعيدة ومتوسطة المدى , تجند لها كل الإمكانيات الانجاز والتنفيذ , وتحشد لها جميع وسائل الدعم والمساندة , من تعبئة الفاعلين , وإشراك المعنيين في المتابعة , والحماس لإنجاحها , ولتبرير ضرورة العمل على الإسراع في تنمية المنطقة لابد من التذكير بالوضعية المتردية التي تعيشها الدواوير على المستويين الاقتصادي والاجتماعي والمتمثلة في انخفاض مستوى التنمية سيما في عهد المجلس الحالي بقيادة الجيلالي الدومة عن حزب العدالة و التنمية ب 13 عضو ، وكذا ضعف البنيات الاقتصادية والاجتماعية الأساسية حيث تعاني من العزلة والتهميش بسبب غياب التجهيزات الأساسية كالطرق والكهرباء والماء الصالح للشرب لبعض الدواوير و المراكز الصحية ومشاريع اقتصادية مدرة للدخل مما يزيد من استفحال ظاهرتي الأمية والفقر، حيث أن نسبة مهمة من الساكنة تعيش تحت عتبة الفقر الشيء الذي يؤدي حتما إلى ارتفاع البطالة والهجرة نحو المدن.
فالتنمية هي اختيار سياسي واجتماعي واختيار من أجل التضامن في الحاضر وهي بالأخص تضامن مع الأجيال المقبلة في المستقبل. ولهذا فإن العمل الجمعوي التنموي يشكل ليس فقط مرجعية لباقي المتدخلين والفاعلين بل قوة يعول عليها لتغيير السلوكات وللنهوض بواقع الساكنة والدواوير في ما يتعلق بالجانب الاقتصادي والاجتماعي، وذلك بسن سياسة تنموية مستديمة لأن التنمية المراد الوصول إليها بجماعة عين الشقف ذات بعد شمولي تدمج فيه جميع الساكنة وتتحاشى التسبب في تهميش أحد، وبعيدة كل البعد عن الحسابات السياسية الضيقة ,لذلك يجب أن تنبني على التضامن والتماسك بين كل أفراد ساكنة الدواوير دون تمييز وتتعامل مع كل الإمكانات المحلية على تنوعها ثم تقوم باستثمارها.
الحقيقة24 ارتأت تقريب القارئ من أحد أكبر الجماعات القروية بالجهة ، و التي تعيش المأساة في عهد تسيير حزب العدالة و التنمية من حيث الغياب الشبه تام للمساحات الخضراء و ضعف البنية التحتية و الحفر بالطرقات التي تتسبب في العديد من حوادث السير المميتة عبر برنامج عين على عين الشقف .