من غير حفر الطرقات لتمرير أسلاك الألياف البصرية و حفر شارع محمد الخامس المتوقفة الأشغال به منذ شهور، يخول للزائر إلى فاس أنها خارج الزمن وحركيته، حيث لا شيء تغير ولا مشاريع تزعج الهدوء الذي تغرق فيه المدينة باستثناء أيام المناسبات و العطل التي تأتي ببعض الزوار والسكان المتنقلين أحيانا صوب مناطق صناعية كالقنيطرة و طنجة و الدار البيضاء من أجل الاشتغال في المصانع و المعامل التي فشل مسؤولوا العاصمة العلمية في جلبها للاستثمار و توفير لقمة العيش لأبنائها.
تذمر كبير في صفوف الشباب والمجتمع المدني الذي يحاول بين الفينة والأخرى كسر رتابة أيام الفاسيين المتشابهة، و شكوى متواصل للسكان من ضعف خدمات النقل الحضري و التجهيز و غيرها بالمدينة، تزكيه حالة الأزقة والشوارع المحفورة و المتهالكة و التي تعج كبرياتها كلابا ضالة، فضلا عن تحول ساحة فلورانسا التاريخية إلى “مبولة” تزكم الأنوف، يلجأ إليها المارون في ظل غياب مراحيض عمومية.
أحياء مهمشة
محمد مبشور ، فاعل جمعوي بمنطقة زواغة يؤكد أن أغلب أحياء فاس تشكو من أزمات لا تحصى”، وزاد: “كل طلباتنا من أجل لقاء رئيس المجلس الجماعي، للتداول في مشاكل الحي الذي يترأس وداديته ، قوبلت بالصد والرفض، لا لشيء سوى لتواجد فاعلين مدنيين ينتقدون وضعية تلك الأحياء التي تشكو غياب الإنارة و التجهيز و النقل”.
و أضاف ذات المتحدث أن “حي زواغة الغير بعيد عن وسط المدينة يفتقر إلى أبسط ظروف الحياة الكريمة؛ لا ملاعب ولا فضاءات خضراء يلعب فيها الأطفال، كما أن الطرق المؤدية إليه تتحول في فصل الشتاء إلى كارثة بحكم تأثرها بالتساقطات المطرية”
وضع ثقافي مترد
محمد أعراب ، فاعل جمعوي بفاس المدينة ، يؤكد أن “الوضع الثقافي بالمدينة لا يمكن فصله عن الصراع السياسي، إذ يتأرجح بين تيارين لا يمتان للثقافة المحلية بصلة، ويحاولان السيطرة على مفاصل الفعل الثقافي”، مشيرا إلى “وجود تيارات داخل المجلس الجماعي لا ترى في الثقافة إلا مهرجانات عابرة و أخرها مهرجان عيساوة الذي عرى واقع المهرجانات بالمدينة .
وأضاف أعراب ، أن “بعض التيارات داخل المجلس الجماعي تنتقم من الفاعلين الثقافيين بالمدينة بشكل غريب، وتنظر إلى أي شخص ضد حزبهم و حامل لمشروع ثقافي مثل عدو مفترض، مشيرا إلى أن عمدة المجلس الجماعي و نوابه لا يتقبلون من لا يسايرهم .