نساء بوابة فاس تعملن في صمت بدون تجريح الفقراء ب”الصور و التشهير” و الرئيسة بنيس : الفضل عند الله و ليس بيد البشر

الحقيقة 2412 أبريل 2020
نساء بوابة فاس تعملن في صمت بدون تجريح الفقراء ب”الصور و التشهير” و الرئيسة بنيس : الفضل عند الله و ليس بيد البشر

بفاس و كما في مدن أخرى ، زمن الكورونا كشف الكثير من الأشياء التي لم تكن ظاهرة للعيان بداية الأمر ، فكما أظهر أن للمغرب رجالا أبطال من أمن وطني و قوات مساعدة و درك و قياد و باشوات وأطباء و ممرضين ، أظهر أيضا معدن كثير من النساء الأصيلات ، يشتغلن في صمت دون ضجيج وكاميرات ، نساء سارعن لتلبية نداء الوطن دون أن يسمع أحد لهم همس على منصات الدعاية و الشهرة .

نساء بمدينة فاس ، انتظمن في جمعية “بوابة فاس ” واخترن منذ سنوات الاشتغال على موضوع إشعاعها الثقافي و العلمي من خلال بوابة نسائها المتألقات ، ومنذ يومها ذاك انطلقن في مبادرات بطعم المؤنث وصل صيتها كل أنحاء المعمور ، من خلال ما تقدمه كل واحدة منهن من طابع متفرد في العطاء و التميز و الوطنية .

منذ أن اجتاح الفيروس بقاع العالم و وصلت جيوشه اللعينة بلادنا ، سارعت هؤلاء النسوة كل واحدة من موقعها في تقديم يد العون و المساعدة تلبية لنداء الوطن ، دون أن تكلف نفسها عناء البحث عن كاميرات توثق أعمالها البارة ، مؤمنات بأن صنائع مثل هاته يحوطها الستر والتستر ، حتى يتقبل المولى عز وجل أعمالهن دون رياء .

السيدة ليلى بنيس رئيسة الجمعية ، إمرأة متصوفة عابدة ، زهدت في الدنيا بعدما ذاقت كل ملذاتها ، عندما تسألها عن أمنياتها المتبقية اليوم ، تجيبك : بأنها لا تعدو أن تكون سوى سبحة في اليد و بسمة فرح أدخلها على مكلوم أو مكفوف أو محتاج ، دون أن يعلم لي أحد بذلك ، فتلك سعادتي و نشوتي ..

أنشطتها البارة في هذا الظرف الحرج الذي تمر به بلادنا تضاعفت عشرات المرات ، ووصلت إلى أسر و حالات ضمن مجالات اشتغالها ، لكن بهدوء و صمت دون إثارة ضحيج أو أخد صور محرجة للآخر .

إقبال المسكيني ، هي أيضا عضوة بجمعية بوابة فاس و رئيسة أيضا لجمعية البركة ، لن تجد في بروفايلها الشخصي على منصات التواصل الاجتماعي أي أثر لأي أعمال مثل هاته ، لكنها فضلت هي و أخريات العمل في صمت ، مؤمنة بأن الفضل و الثواب هو من عند المولى و ليس بيد أحد.

إذا نظرت لجزيل الأعمال التي تقوم بها هؤلاء النسوة يقرضون الله بها قرضا حسنا ، لأخدتك الدهشة و لأشفقت أيضا على حال من يأخد صورا لقفة و هو يمدها لمحتاج لا تتجاوز قيمتها 50 درهما .

هدى كداري ، عزيزة بلخياط ، عائشة المرتاح ، مريم بلخياط ، أسماء المسكيني …و اللآئحة طويلة لنساء هذه الجمعية و لنساء أخريات بمدينة فاس ، بصمن لفعل تضامني من نوع آخر ، فعل نسائي فضل الصمت عن الكلام ، و الستر عن الإشهار ، فكان لابد من التعريف بهن ليس من باب “هانا تاندير الخير شوفوني” و إنما من باب تشجيعهن على مزيد من العطاء ، و من باب أيضا إشاعة ثقافة فعل الخير دون الحاجة إلى أضواء الكاميرات ، فهذه الأضواء قد تكون مهمة في إشاعة ثقافة البدل و العطاء ، لكنها ليست شرطا ضروريا لتقبل هذه الأعمال في ميزان الحسنات .

الاخبار العاجلة