أضحى الاسترزاق لدى العديد من الجمعيات تحت غطاء حب الوطن ،مهنة رائجة على نطاق واسع،ومهمة يسيرة للربح السريع وخدمة أجندة خفية.
فبعد أن غابت جمعيات عن الساحة في ظل جائحة كورونا و اكتفت بالاختباء في منازلها إلى أن ترسو شراع المملكة في بر الأمان و تتجاوز المحنة ، ها هي اليوم تطل علينا جمعيات من خلال تكريمات سابقة لأوانها لخلق البوز الفايسبوكي و أخرى تريد الركوب على ملفات معروضة أمام القضاء للتسويق الإعلامي و محاولة تلميع صورتها على أنها المنقذ و المناضل إلى جانب الطبقة المستعفة .
استرزاق بطرق ملتوية لا يشعر بها المواطن العادي الذي لا يعرف سبل التمويل و التمويه و لا طرق التدبير والتسيير لدى هذه الجمعيات،التي يهيمن على مكاتبها أشخاص،يديرونها بطرق ديكتاتورية ويتحكمون فيها برؤية أحادية الجانب لا تعرف رأيا مخالفا ولا اقتراحا موازيا،إذ يتحكم هؤلاء في كل صغيرة وكبيرة من خلال بسط نفوذهم على الجمعيات التي يديرون شؤونها من موقع الرئاسة،وأما باقي الأعضاء عند هؤلاء فإما مجرد “بيادق” أو أسماء بحبر على الورق.
فبعدما تجندت السلطات الأمنية و المحلية و المصالح الطبية و عمال النظافة و الجمعيات المواطنة الجادة في الصفوف الأمامية منذ إعلان الحجر الصحي لمواجهة تداعيات فيروس كورونا ، ارتأت من تظن نفسها جمعيات و لها مكاتب و أعضاء أن تذوب من الساحة إلى حين بزوغ فجر الانتصار و العودة إلى الساحة بالتمويه عبر تبني ملفات نساء معنفات أو أطفال مغتصبين أو متشردين بالشوارع و أمهات عازبات لكي لا تنمحي أسماؤهم من الساحة و يبقوا جوكيرا للأحزاب و الأجندات السياسية التي يخدمونها .
طبق من ذهب أو فرصة سانحة تجعل بعض الجمعيات للعودة بقودة للساحة بعد غياب في مرحلة استثنائية كانت الدولة تراهن عليهم لتقديم يد المساعدة و لو عبر التأثير في محيطهم و تقديم إرشادات و نصائح ، لتتفاجئ الداخلية بانصهارهم إلى حين الظهور في وقت لاحق عبر ….
إن ما يجري بوطننا الحبيب من استرزاق فضيع وتمييع خطير للعمل الجمعوي، من خلال أنشطة بذيئة و تبني ملفات للظهور لا يتجاوز صداها على الجهة أو العمالة،يحيلنا على ظاهرة خطيرة جدا تستهدف المجتمع،وتشكل خطرا على مستقبل التنمية في مفهومه الشامل،خاصة إذا علمنا بأن هذا العمل يكرس لأسلوب معين يتم توسيع دائرته،قصد التحكم في معظم شرائح المجتمع،ولعل التركيز على الطفل والفتاة والمرأة والهوية، كفيل بأن يعطينا صورة واضحة عن مرامي هذه الجمعيات الإسترزاقية ويوضح مدى الهدف الخبيث الذي تخدمه ،لذا وجب الحذر و فضح كل مسترزق أو مسترزقة باسم العمل الجمعوي ، و قطع الطريق على كل مأجور أو مأجورة تخدم أجنداتها السياسية و نشر معلومات زائفة لتغليط الرأي العام حول المغزى المراد .