وسط منطقة آهلة بالسكان يطلق عليها سيدي ادريس، غير بعيد عن مقبرة سيدي بوحاجة، يتواجد مستشفى محمد السادس بتراب مقاطعة بني مكادة، المخصص لاستقبال مرضى كورونا بعمالة طنجة أصيلة.
هذا المستشفى، بعدما كان معروفا بكثرة للولادات، صار مؤخرا مشهورا بكثرة الوفيات، بعدما كان نصيبه من مخطط مواجهة الحالة الوبائية بالمدينة، احتضان الحالات الحرجة، وظل منذ انتشار هذه الجائحة ينفرد بأقسام الإنعاش المحدثة للمصابين بفيروس كوفيد 19.
ولم يكن في البداية يشكل أي مصدر قلق بحكم عدم استغلال ولو نصف طاقته الاستيعابية طيلة المرحلة الأولى، قبل أن يحمل بعد التخفيف من الحجر الصحي وصف “بؤرة الموت”، حين ارتفعت في الأيام الأخيرة حصيلة الوفيات بالمدينة بتسجيل ما بين حالة واحدة إلى حالتي وفاة يوميا منذ بداية شهر يوليوز الجاري.
ولم يكن هذا المستشفى محظوظا أيضا، بعدما نقلت إليه وحدة الاستقبال لكوفيد 19، التي كانت متواجدة بمستشفى محمد الخامس، قبل اكتشاف إصابات مؤكدة في صفوف مجموعة من الأطر الطبية والتمريضية والتقنية العاملة بهذا الأخير.
لكن تزامن هذا الانتقال مع تزايد أعداد الحالات الجديدة، الأمر الذي لم يكن متوقعا أو بالأحرى لم يتم الإعداد له بشكل جيد لمواكبته بنفس وتيرة كثافة التوافد على مستشفى محمد السادس بالمقارنة مع حجم طاقته الاستشفائية وموارده البشرية، ليصبح عاجزا عن معالجة الوضع الوبائي بمدينة مليونية تعيش ذروة انتشار الفيروس.
الاستهتار فين كايوصل: اكتظاظ غير مسبوق في مستشفى محمد السادس بطنجة و الناس مرمية في الارض بسبب ارتفاع حالات كورونا
