تحولت رحلة البحث عن أموال الدخول المدرسي وسط ضيعات اشتوكة أيت باها إلى مأساة وفاة تلميذة في الحادث الذي وقع يوم أمس السبت 29 غشت 2020 على مستوى منطقة المرس بالطريق الوطنية الرابطة بين أكادير و تزنيت.
الحادث المأساوي وقع إثر انقلاب سيارة من نوع “بيكوب” خاصة بنقل العاملات الزراعيات، ما خلف وفاة التلميذة الهالكة، و إصابة عاملات أخريات بكسور، ورضوض متفاوتة.
الضحية، كانت تتابع دراستها في ثانوية الوحدة في مدينة تزنيت، وتقطن مع أسرتها في “الزاويت” بضاحية أكلو، واختارت العمل من أجل توفير حاجياتها من الملابس و الكتب قبل الدخول الدراسي المقبل، الذي تواجه فيه عدد من الأسر في المغرب العميق صعوبات توفير أساسيات الدراسة للأبناء.
التلميذة “غزلان”، التي اختارت الاشتغال داخل البيوت البلاستيكية مقابل أجر زهيد، انتهت حياتها تحت عربة، دأبت أن تستقلها، يوميا، قاطعة عشرات الكيلومترات وسط تكدس أجساد العاملات، وغياب أي تدابير تضمن سلامة التنقل.
هذا، و خلفت وفاة التلميذة المذكورة صدمة كبيرة في نفوس معارفها، منهية طموحها في التفوق، والاستمرار في دراستها، وتنجح في هجرة لطالما حلمت بها.
للإشارة، فقد تكررت تراجيديا وفاة العاملات الزراعيات إثر انقلاب “البيكوبات” في أكثر من مناسبة مؤلمة، ما يستدعي من الجهات الوصية التدخل لوقف نزيف إهدار الأرواح و أحيانا بشكل مجاني.