صدر للأستاذ سعيد الوردي كتاب جديد تحت عنوان ” جرائم السب والقذف عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية ” وهو يندرج في سياق المجهودات التي يبذلها المؤلف للمساهمة في نشر الوعي والثقافة القانونية لدى مختلف شرائح المجتمع.
هذا الوعي الذي يصبح متطلبا بشكل أكبر عند ممارسة الحق أو الحرية في علاقتها بمواقع التواصل الاجتماعي والمواقع والتطبيقات الإلكترونية بشكل عام. ذلك أن المتتبع يلاحظ وقوع نوع من الشطط والتعسف في استعمال الحرية على مواقع التواصل الاجتماعي وما في حكمها ، بلغ حد ارتكاب أفعال ممنوعة بموجب القانون بل تكتسي صبغة جرمية ، وأصبح الكثير من الأشخاص يلجون المؤسسات السجنية ويفقدون حريتهم انطلاقا من إساءة في استعمال وسائل التواصل الاجتماعي ، أو انحرافا في هذا الاستعمال.
لذلك اختار المؤلف في هذا الكتاب أن يركز على حدٍّ محظور لا ينبغي أن تصل إليه أو تسقط فيه حرية الرأي والتعبير عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية. وهو السب والقذف المعاقب عليهما قانونا. ويتعلق الأمر هنا بحدٍّ دقيق وخيْط رفيع ينبغي توضيحه جيّدا فقها وقانونا وقضاءً. وهو ما هو قام به المؤلف من خلال دراسة شاملة ودقيقة لجريمتي السب والقذف في القانون الجنائي المغربي وقانون الصحافة والنشر ، معززة بأحدث الاجتهادات القضائية سواء منها الصادرة عن القضاء المغربي أو المقارن.
لذلك سيجد القارئ في هذا الكتاب بسطا دقيقا ومفيدا لمفهوم كل من جريمتي القذف والسب مع بيان الفرق بينهما، وكذا تحديد أركان كل واحدة منهما والعقوبات التي تطال مرتكبيها، سواء كان الارتكاب في الأحوال العادية أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية عموما.
كما سيجد القارئ أيضا ملحقا خاصا بالأحكام والقرارات القضائية الصادرة عن محاكم مختلفة في موضوع جرائم السب والقذف.
وقد تعمد المؤلف أن تكون معالجة هذا الموضوع بأسلوب سلس وسهل يستهدف إيصال المعرفة القانونية لأوسع جمهور ممكن.