اذا جاء بك القدر إلى العاصمة العلمية أو كنت من ابناءها أو عشاقها الغيورين عليها سينتابك الحزن للحالة المتردية التي أصبحت تعيشها مدينة 12 القرن بسبب الإهمال المبالغ فيه الى حد الشك أنه مقصود .
مدينة فاس تمشي أبطأ من الحلزون لا حسيب ولا رقيب و لا هم يحزنون ..عدم نجاح المسؤولين عليها في تدبير أمورها شيء ظاهر للعيان الأعمى و البصير القريب و الغريب.
و بكل صراحة مدينة فاس في السنين الأخيرة تعيش أزمة مُخلفًات حرب سياسية تنائية معروفة اذت الى تراجع ملحوظ في جميع القطاعات … و لا يغرنك مدخل المدينة و مخرجها بشوارع مزفتة و مبلطة و إنارة مقوصة بألوان مزركشة .. ، جولة سريعة في أزقتها و شوارعها ستجعل منك معارضا حاقدا ب”لهلا يتبتو لك” نظرا للواقع المر مع خوف من تكميم الأفواه و التبعية.
الساحة السياسية فارغة و محكومة بقوة الجهل و 100 درهم للصوت زيادة على العقم السياسي في مدينة لها تاريخ سياسي كبير رفعت له الإعلام و جفت له الأقلام حيث كان يحكمها سياسيون أكفاء عارفين بشعاب المدينة و ليسوا كغرباء اليوم المصفقين للزور الجهلة السياسيين ، سماسرة الباطل ، عشاق الكاميرا و الاستعراض بدعم مؤيديهم من الجمعيات .
مقارنة بسيطة بين الماضي و الحاضر ستشعر بالملموس انك مقصود ايها الفاسي في هدم مجد حضارتك و محو تاريخ المدينة و اهلها و بناياتها و ثقافتها و كل هذا من أناس دخلاء جاؤوا في الغفلة و السيبة و رغم قلة الاصل ما حشموش و لي فاق الأول يحكم بجهله سيما بعد أن لعب لهم الزهر و طلعلهم الجوكير في 2015 بعد الغضبة على حزب الاستقلال عموما و حميد شباط على وجه الخصوص .
امتعاض ساكنة فاس من البنية التحتية و حالة الشبكة الطرقية نقطة في بحر المشاكل المتراكمة و ما شاهدناه هذه الأيام من صور في مواقع التواصل الاجتماعي بعد قطرات مطرية رعدية عادية عرت واقع المدينة ، حيث اجتمع أبناء المدينة الغيورين في مبادرة وطنية لإغلاق و ترقيع الحفر بالشوارع و إصلاح ما يمكن اصلاحه كردة فعل و جواب عملي عن عدم الثقة في المنتخبين .
كما الصق البعض في سيارته ملصق كتب عليه ” غير سمح ليا قدامي حفرة ” و كان بالأحرى ان يكتب ” مدينتي فاس غير سمحي ليا جماعة الأزمي حفرو قبر لك و ليا ” استياء حضاري و انتفاضة ضد السلطوية الجائرة و النخبوية السافلة
و ان يكون المواطن يؤدي ضريبته الملتزم بها و تكسر سيارته بسبب الوضع الكارثي للبنية التحتية فهذه قمة الفقصة و لا يجب السكوت عليها و من حق كل متضرر بسبب البنية التحتية و شبكة الطرق رفع دعوى قضائية ضد الجماعة ليأخد حقه بالقانون .
رغم كل هذا التطور و الازدهار في مملكة الأخيار مازال المواطن المسكين بفاس رغم انه في منطقة غنية يتقبل وعود حالمة و وعود كاذبة و حملة انتخابية قبل الأوان تسير بثبات نحو اكمال مهمة هدم المهدومة .