قل لي إلى أي حزب تنتمي أقول لك ما مرجعيتك
قد تكون هذه المعادلة صحيحة، حين نكون أمام عضوٍ في حزبٍ ذي مرجعية وقُوة تنظيمية محروسة. لكنها لن تصمد بالمرة أمام كائنات سياسية أدمنت الترحال من حزب إلى آخر…
مع اقتراب استحقاقات 2021 بالمغرب، سنحاول اختبار بعض تفاصيل موسم الهجرة من الأحزاب، حيث بدأت عمليات الترحال السياسي تتزايد منذ فترة، وعمليات الاستقطاب تحاول قلب المعادلة وإعادة رسم الخريطة السياسية..
انتخابات 2021 على الأبواب، وعمليات الترحال السياسي بدأت منذ سنة تقريباً، وحملات استقطاب النخب والأعيان من حزب لآخر، وفق المختصين، لازالت مستمرة.
حزب الحمامة بفاس لا يخفي رغبته في كسر هيمنة الإسلاميين على صناديق الاقتراع بالمدينة ، لذلك شهد البيجيدي هجرات جماعية صوب الأحرار بعد مجهودات جبارة و تحركات قادها المنسق الإقليمي للتجمع الوطني للأحرار بفاس رشيد الفايق .
الهدف بحزب التجمع الوطني للأحرار حسب مقربين ، البحث عن رموز انتخابية قادرة على الفوز في مقاطعات العاصمة العلمية و الظفر بعمودية مدينة 12 القرن ، من أجل الالتحاق بركب الحمامة وتزكيتهم لخوض انتخابات حاسمة تتعلّقُ باستحقاقات 2021 .
عادة ما يعلّق المهاجرون على اختيارهم، بأنه نابعٌ من انقسام في الرؤى أو خلاف مع القيادة، أو سوء تدبير في الحزب، أو تفشي المحُسوبية والزبونية في الترسانة التنظيمية للأحزاب التي غادروها. خلافات يبدو أنها لا تتحقق إلا مع قرب الانتخابات.
محمد الراضي السلاوني أحسن نموذج يحتدى به ، من قيادي بارز في البيجيدي حتى دارت بيه ليام و رجع يدور من دار لالة لدار سيدي ، فتيات و نساء مجتمعات حول السلطان “راضي السلاوني” للنقاش و الغوص في أعماق المحيط بعد خسارته المدوية سنة 2015 بلواء الأصالة و المعاصرة الذي ركب مركبه بعد ثقة زائدة في النفس أمام إلياس العماري ، إلا أن الخيبة التي جناها بعد سقوطه المدوي في الاستحقاقات الماضية عرى على أنه لا يملك من المحبين و المتعاطفين إلا القلة القليلة ليبقى تائها حائرا حول ما وقع ناسيا على أن العدالة و التنمية هي من منحته كرسي مقاطعة سايس الذي تخلى عنه لفائدة سعيد بنحميدة بعد استقالته من الحزب .
الراضي السلاوني عوض أن ينقذ ماء وجهه و يتوارى عن السياسة و يبقى بقيمته اختار الالتحاق بحزب الاستقلال الذي جلس فيه لبضعة أشهر إلا أنه لم يجد ضالته في حزب علال الفاسي فقرر مؤخرا الالتحاق بحزب التجمع الوطني للأحرار في شوهة عالمية .
الترحال الفجائي من حزب لآخر السي السلاوني خلق ضبابيةً وغموضاً في المشهد السياسي، وقد ينذر بتأبيد أزمة العزوف وفقدان الثقة وانعدام المعنى في الممارسة السياسية إلى أجل غير مسمى، فهو عَملياً يطرح العديد من علامات الاستفهام، خاصة فيما يتعلق بالإيمان بمَشروع الحزب وأيديولوجيته واختياراته، وكذا التزاماته أمام الناخبين.
و للإشارة اتصلنا بالسيد المناضل الراضي السلاوني لاطلاعنا عن حيثيات تنقلاته إلا أن هاتفه ظل يرن دون مجيب .