“و ظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهند” : هكذا هو الغدر من المقربين دائما ما يكون جرحه أعمق و أشدّ ألما.
هم بعض الجمعويين المنافقين المسترزقين بمدينة فاس، فرِحوا و ابتسموا ابتسامة عريضة لاعتقال زميلتهم الدكتورة مريم قريمع. و كأن لسان حالهم يقول، هنيئا لنا فقد خَلَت لنا الساحة و لم تعد هناك الفاعلة الجمعوية الصنديدة التي تشتغل ليل نهار ليس في فاس فقط بل في كامل الجهة من أجل أن ترسم الابتسامة على شفاه المستضعفين.
فلطالما أدخلت الفرحة على الأرامل و الأيتام، المعاقين و المرضى، و كل من هو في حاجة للدعم. مريم قريمع الشابة الخلوقة و الإنسانة الطيبة، صانعة الأمل في قلوب العديد من المواطنين، سَخّرّت مالها و وقتها لأجل الأعمال الخيرية ؛ آخرها كان حفر بئر في نواحي تاونات لتروي ظمأ مواطنين عطشى للماء العذب و للأمل.
و لعل المِحَن مِنَح في كثير من الأحيان، فقد أظهرت معدن النفوس ؛ نفوس شريفة نقية مُآزرة و نفوس خبيثة دنيئة شامتة.
فعسى أن تكون هذه السقطة الخفيفة كبوة جواد ستنطلق بعدها الفاعلة الجمعوية مريم أكثر قوة و سرعة من ذي قبل. و أملنا أن يُطلَق سراحها و تلقى عائلتها و أحبابها في أقرب وقت.
و لكل الشامتين نقول ما رأينا أعدل من الأيام تدور دوائرها كالرحى ، تنصف المظلوم و لو بعد حين و تصيب الظالم في أعز ما يملك ، حسبنا الله و نعم الوكيل .