لم يكن خطاب تَشْبيب المشهد الحزبي مجرد وعود كاذبة و سرابًا عند بعض الأحزاب، بل واقعا مُعاشا يُعطي أملا في المستقبل. هذا الكلام ينطبق على حزب التقدم و الإشتراكية الذي يقوده نبيل بنعبد الله و حزب الإشتراكي الموحد بقيادة نبيلة منيب، اللذان منحا على التوالي تزكية الترشح لشابين : الأول في الانتخابات التشريعية، و الثاني في الإنتخابات الجماعية.
الشابان اللّذان حظِيا بثقة الحزبين هما علي لقصب عن حزب التقدك و الاشتراكية الذي سيقود لائحة شبابية مائة في المائة بمقاطعة جنان الورد، و الثاني، أسامة أوفريد عن حزب الإشتراكي الموحد، حيث سيترشح في الدائرة الجنوبية بمدينة فاس.
شابان من وسط شعبي ذوي كفاءة و أخلاق عالية، يشهد بها لهما كل الفاسيين، تميزا بنضالهما الميداني و غيرتهما على مدينة فاس، تَجِدهما حاضرَيْن في كل التظاهرات الداعمة لمدينة فاس، و دائمَيْ الدفاع عن هموم الساكنة.
علي لقصب رئيس جمعية مواطن الشارع و طالب باحث في سلك الدكتوراه، معروف بتواصله الدائم مع مختلف الكفاءات الشبابية بالمدينة، قاد عدة مشاريع جمعوية كان لها الأثر المباشر على الكثير من فئات الشباب، و لطالما ترافع عن هموم الساكنة الفاسية.
أسامة أوفريد ؛ شاب مناضل، منسق مجموعة “بويكوت فاس باركينغ” بمدينة فاس، و هو من بين الوجوه الشبابية البارزة في مدينة فاس مِن مَن واجهوا شركة فاس باركينك، و ناضلوا ضد سياسة العمدة الأزمي التي تضرب جيوب المواطنين.
إذن، فالحديث هنا عن شابّيْن يستحقان شرف قيادة لائحتين حزبيتين في مدينة فاس، نظرًا لسمعتهما الطيبة و كفاءتهما و شعبيتهما في الأوساط الشبابية خاصة.
و هما بهذا الترشيح سيحرجان بدون شك باقي الأحزاب، و أصبح من الواجب حاليا على باقي الأحزاب السير على نفس النهج على الأقل في مدينة فاس، حتى تحافظ على مصداقيتها و ثقتها عند الشباب، و إلا فسيتحول خطابها إلى أسطوانة تعاد مع كل استحقاقات انتخابية لا علاقة لها مع الواقع.
هاته المبادرة المشرفة سيكون لها لا محالة ما بعدها، لأنها بكل بساطة تصبو لهدف نبيل : تجديد النخب و ضخ دماء جديدة في شريان الحياة السياسية بالمغرب، خاصة في المرحلة المقبلة مع تنزيل النموذج التنموي الجديد ؟ و حتى و إن لم ينجحا في الفوز بمقعديهما، فشرف التجربة و نبل المبادرة يكفيانهما. فهل سيسير باقي الأحزاب في فاس على نفس الدرب ؟ أم أن التزكية عندهم تخضع لمعيار المال و النسب ؟