فاطمة الزهراء أسرار ( صحفية متدربة)
تعد ساحة الهديم بمكناس، إحدى أهم المواقع الأثرية التي تزخر بها المدينة، و يعود أصل تسميتها إلى فترة السلطان مولاي اسماعيل(1672-1727) حين تم “هدم” بعض المباني لإنشاء القصبة الإسماعيلية كمقر للسلطة مخلفة أنقاض الهدم و حفظت الذاكرة الشعبية لمكناس إسم الهديم منذ ذلك الحين إلى اليوم.
ضمت هذه الساحة حلقات و تجمعات شعبوية للفرجة، يعرضها فنانون شعبيون و يقدم فيها بعض الباعة المتجولون أكلات سريعة ، كما ان بها محلات لبيع الملابس في متناول رواد هذا المكان.
كانت الساحة متنفسا للمكانسة و ساحة أثرية جاذبة للسياح. إلا أن الوضع الوبائي الذي يعيشه العالم اليوم كان له الأثر الواضح عليها ، فقد قل روادها من السياح الداخليون و الأجانب على حد سواء.
و طال هذا الأثر أرضية الساحة التي تعرضت لقسط من تهميش المسؤولين.
حيث يتوسطها حفرة شوهت منظر هذه المعلمة التاريخية في غياب تام لأي مبادرة لترميمها.
يتسائل مستخدمو الساحة ” هل تنتظر الجهات المعنية المزيد من الحفر حتى تتدخل لإصلاح مافسد ؟ “
في وسط الساحة التي تبلغ مساحتها 18ألف مربع، تتجمع بعض النفايات في هذه الحفرة و تمتلئ بالمياه الراكدة.
يعلق مراد، أحد الباعة المتجولين في نهاية الساحة” ساحة الهديم الأثرية هي معلمة يساء تدبيرها في الأيام العادية، فما أدراك بالأيام الإستثنائية، إذ لابد من إصلاح هذه الحفرة وترصيصها قبل أن تتوسع أكثر”.
و يضيف، ” تفتقد الساحة لحاويات أزبال معلقة، على طول 200متر تقريبا لا يجد زائر سلة مهملات واحدة، في حين أن بعض المارة يلقي النفايات على الأرض مباشرة”
في الوقت الذي يعتبر فيه المجتمع المدني المترافع الأول عن هذه القضية، يأمل جميع المستفيدين من هذه الساحة و زوارها أن تدخل في إطار التثمين والتأهيل الذي تناله المدينة العتيقة أو تنال حظها من نظرة استشرافية خاصة تستقبل به زوارها في المستقبل القريب.