الأستاذ عبد السلام نويكة يكتب عن تازة على عهد الحماية.. قبائل في مواجهة الاستعمار

الحقيقة 2416 سبتمبر 2017
الأستاذ عبد السلام نويكة يكتب عن تازة على عهد الحماية.. قبائل في مواجهة الاستعمار

تازة على عهد الحماية.. قبائل في مواجهة الاستعمار..” كتاب صدر عن منشورات ومضة بطنجة لمؤلفه الدكتور عبد السلام انويكًة، وهو بحوالي مائة وستين صفحة من القطع المتوسط تتوسط واجهته الخارجية واحدة من أهم المعالم العسكرية الكولونيالية الفرنسية، التي كانت معتمدة لتجميع القوات ومواجهة المقاومة بمنطقة تايناست في مجال بتماس مع المنطقة الخليفية من جهة الشمال. الكتاب الذي وضع له الدكتور محمد الزرهوني تقديماً هاماً ضمنه جملة إشارات دقيقة ومحكمة تخص السياق الذي يندرج فيه العمل، جاء غنياً ببيبليوغرافيا بالعربية والفرنسية ووثائق بقيمة تاريخية عالية عن الأرشيف الاستعماري للمغرب على عهد الحماية، جعلته يتوزع على محاور كبرى فاصلة ومتكاملة في اطار زمن منهجي تاريخي وليس مدرسي. ويبسط الباحث في هذا المؤلف لمحطات من تاريخ تازة السياسي والثقافي والعسكري على امتداد فترة الحماية، حاول من خلالها إبراز إسهام تازة وجوارها من البوادي تحديداً قبيلة البرانس، على مستوى تطورات ووقائع طبعت المنطقة منذ عقد الحماية والى غاية الكفاح الوطني من أجل استقلال البلاد.
وقد انصب الكتاب على دراسة قبيلة البرانس من حيث خصائص موطنها وسمات مجتمعها ومكونات أنشطتها، كذا تفاعلاتها مع محيطها منذ القديم خصوصا خلال مراحل حرجة من تاريخها التليد، تلك المتعلقة بانخراطها في مواجهة الأطماع الاستعمارية بشمال المغرب بين سنتي 1912- 1956م، وما واكب ذلك من مد وجزر مع مكونات النسيج القبلي المحلي، وشد وجذب بينها وبين فلول القوات العسكرية الاستعمارية، ناهيك عن التضحيات الجسيمة الفردية والجماعية التي قدمتها هذه القبيلة في سبيل استقلال البلاد. وبقدر ما يشكل الكتاب قيمة مضافة لفائدة تاريخ المنطقة حيث البياض العلمي وندرة التأليف، بقدر ما يعد اضافة للخزانة التاريخية المغربية وإسهاماً نوعياً في حقل التاريخ المحلي الذي أورد حوله الباحث الدكتور محمد الزرهوني في تقديمه للكتاب:
“بقدر ما لهذا التخصص من أهمية بالغة في سبيل إماطة اللثام عن قضايا وإشكاليات وتجارب بشرية مُموقعة في المجال ومُمتدة في الزمان، تخص مدنا وقرى وتجمعات بشرية ظلت مجهولة أو مغمورة لضعف الاهتمام بها أو لتهميشها… فإنه ينطوي على تحديات جمة على مستوى التنقيب والتأليف، لما يعتري ذلك من صعاب تتعلق بندرة الوثائق أو قلة فرص الحصول عليها لأسباب متعددة؛ منها على الخصوص ضعف حركة التدوين وسيادة الثقافة الشفاهية، والميل إلى التكتم عليها أو إخفائها؛ لذلك فإن الباحث الطموح الراغب في اقتحام هذا الفرع من التاريخ، يجد نفسه أحيانا أمام مغامرة تتطلب منه الصبر والتؤدة والمكابدة وسعة الصدر، لعله يجمع شذرات متناثرة من المعلومات والموارد، تسعفه لتحقيق مبتغاه، دون أن تشفي فضوله الفكري بالمستوى المطلوب، وتروي غليله العلمي بالكيفية المتوخاة. والواقع، أن مختلف هذه النقائص لم تثن عزائم ثلة من الفاعلين والباحثين عن الاضطلاع بهذه المهمة العلمية المجدية، فعمدوا إلى اقتحام عرين التاريخ المحلي، لدوافع ذاتية أو موضوعية، كل حسب موقعه ووضعه ومبتغاه، واستطاعوا بفضل انخراطهم البيِّن أن يدلوا بدولهم في هذا الشأن، متجشمين عناء الصعاب ومقارعين ثقل المشاق”

الاخبار العاجلة