سفيان.ص
تمخض الجبل فولد فأرا، هكذا وصف الفاسيون نتائج الانتخابات الجماعية بمدينة فاس.
قلة الكفاءات و التهافت على المناصب.، مناسبة هذا الكلام هو الصراع القائم بين المنتخبين إلى حدود الساعة، فالكل يريد الحصة الأكبر من الكعكة ؛ و الجميع عينه على مصلحة التعمير و التصميم، و لعل خير ما نستشهد به في وصفنا لنتائج الانتخابات هو تواجد شخصين على رأس مقاطعتين بمستوى دراسي هزيل إن لم نقل منعدما : رئيس مقاطعة المرينيين الذي يشاع في وسائل التواصل الإجتماعي أنه “سمسار” و رئيس مقاطعة جنان الورد “الكوردوني”، كفاءتين لا نظير لهما سيسيران شؤون مئات الآلاف من المواطنين في مقاطعتين حساستين ، و الأجمل من هذا هو بعض الذئاب ممن نجحوا معهم، ذئاب هَمُّها افتراس القطيع و ما القطيع هنا سوى مصلحة المواطن.
فقد صرح أحد الأشخاص لجريدة الحقيقة 24 ممن حضروا الدورة الاستثنائية لمجلس مقاطعة المرينيين، أن رئيس المقاطعة لا حول و لا قوة له، و لا علاقة له بالتدبير، بل لا يفقه شيئا، كان أثناء الجلسة مغلوبا على أمره، يتلقى سهام المعارضة اللاذعة ، دون دفاع منه منبطحا أمام هجومهم ضده، ففاقد الشيئ لا يعطيه.
و الغريب في الأمر كما صرح لنا مصدرنا، هو أن بعض المستشارين معه في مكتب المقاطعة يريدون به سوءا، و يعتزمون استغلال جهله بالتدبير حتى يتمكنوا في غفلة منه، من توقيع وثائق قد تكون السلاسل التي سيقودونه بها، فما على السيد رئيس المقاطعة إلا أن يحتاط منهم و يجعل بالقرب منه كفاءات قد تعينه على المسؤولية، دون أن ينسى تطوير قدراته في التسيير.
كفاءة أخرى لا تقل عن زميله، إنه رئيس مقاطعة جنان الورد، فهو “كوردوني” خبر أعماق “السباط” و “الكولا”، رجل طيب و من عائلة كريمة، إلا أن التدبير لا يتلاءم مع كفاءاته البتة، فقد يكون من البديهي مستقبلا أن يوقع على وثائق لا علم له بفحواها و لا يدري على ماذا وقع أصلا.
ليس من العيب كما أسلفنا الذكر، أن يستعين بخبراء ينيرون له الطريق و يعيونه في مهامه، لكن من العيب التلاعب بمدينة بحجم الحاضرة الادريسية فاس، فمصالح الفاسيين غالية و من أُوكِل إليه تدبيرها يجب أن يكون في المستوى المطلوب، و ليس دمية يتلاعب بخيوطها أشخاص آخرون هم من وضعوا هؤلاء المنتخبين على رأس اللوائح الانتخابية و عَبّدُوا لهم الطريق للنجاح.