إلى أي مدى قد تصل الأم في محاولة إنقاذ أطفالها؟
الأم المنحذرة من مدينة بركان مغربية شابة تبلغ من العمر 28 سنة قدمت الإجابة، إذ عرضت حياتها إلى الخطر ليتمكن ابنها محمد البالغ من العمر أربع من العيش حيث قاتلت من أجل التبرع بجزء من كبدها لإنقاذ ابنها .
عائلة فقيرة عانت كثيرا بالتنقل بين بركان و فاس للاطمئنان على حالة ابنهم كلف الأب الطرد من عمله كونه منشغلا بمرض ابنه الشيء الذي لم يتقبله رب العمل لتصبح الأسرة بين عشية و ضحاها بدون معيل بين مطرقة مرض الابن و سندان الفقر و الحكرة .
رغم كل الظروف إلا أن الأم أصرت على أن يذهب جزء من كبدها لإنقاذ ابنها، بعد أن كشفت فحوصات طبية عن إصابته بتشمع كلي للكبد أدى إلى قصور شديد في وظائفه، مما استدعى ضرورة التدخل الجراحي السريع لإنقاذ حياته ، وفقاً لقرار من أساتذة أكفاء بالمركب الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس .
فحوصات و تحاليل و تشخيص تكفل بها المستشفى الجامعي الحسن الثاني بفاس و بتعاون بين طاقم طبي مغربي بمصلحة طب الأطفال و طاقم طبي فرنسي ينحذر من مدينة ليون كللت العملية بنجاح رغم دقتها و صعوبتها كونها سابقة في تاريخ الطب في المغرب حيث الاختلاق في هذه العملية التبرع بجزء من الكبد من شخص حي إلى شخص حي.
و منوالا على المثل الشعبي المغربي الذي يقول “ما كايسد ربي باب حتى كايفتح أبواب” فإن العملية المعقدة كللت بالنجاح و بدأ الطفل بالتماثل إلى الشفاء هو و أمه و لازال المركب الاستشفائي الجامعي الحسن الثاني بفاس يتابع حالته الصحية و قد تدخل أحد المحسنين على الخط حيث تكفل بمؤونة الأسرة و وفر لهم مسكنا نظرا لظروفهم القاسية و وفر عملا للأب الذي رمته الأقدار من بركان إلى العاصمة العلمية فاس لتتبع حالة ابنه
و حسب مصادر للحقيقة24 فإن شجاعة الأم وتضحيتها ساهمت بتحقيق النجاح، حيث أنه كلما كان المتبرع قريباً للمريض كانت نسبة النجاح أعلى وأفضل، و أضاف ذات المصدر أن فحوصات أجريت على والدة المريض أثبتت وجود توافق عالٍ.