سفيان.ص
يعيش قطاع الصحافة بعمالة فاس العاصمة الروحية للمملكة أكثر من أي وقت مضى على إيقاع مجموعة من الممارسات اللا أخلاقية لزمرة من أشباه الصحفيين و الصحافيات الذين ولجوا قلعة مهنة المتاعب من الأبواب الخلفية والنوافذ الضيقة، حاملين معهم آليات اشتغال طفيلية تنخر بلا هوادة أساسات وأعمدة الجسم الصحفي، وتقوّض بدون وازع مهني ركائز المنظومة الأخلاقية لهذه المهنة الشريفة ولسمعة المنتسبين إليها من الصحفيين المهنيين و النزهاء.
والسياق العام لهذا الحديث هو أشباه الصحفيين و الصحافيات ممن ينتحلون الصفة و تجدهم في المناسبات الرسمية يزاحمون المهنيون الحاملون لبطائق المجلس الوطني للصحافة بصفتها مؤسسة دستورية ، بهواتفهم النقالة عبر لايفات مباشرة او الاستعانة بميكروفونات ملونة لمنابر بعضها غير ملائم مع قانون الصحافة و النشر و صادر في حقها حكم بالحجب النهائي ، من أجل الاستجداء بصاحبة الجلالة و اقتسام الغنيمة فيما بينهم او بينهن ملطخين صورة الصحافي المهني .
و في هذا الصدد ، من المرتقب أن يراسل الصحفيون المهنيون بفاس ، الأستاذ رشيد تاشفين الوكيل العام للملك لدى استئنافية فاس لإعطاء تعليماته لاتخاذ الإجراءات اللازمة و القانونية في حق منتحلي صفة صحافي مهني، باعتبار الصحافة سلطة رابعة توازي السلطة التشريعية ، التنفيذية و القضائية .
و طالب الزملاء الصحافيون المهنيون بفاس خلال ملتمسهم المرفوع الى رئيس النيابة العامة الاستاذ الحسن الداكي و الى السيد الوكيل العام للملك باستئنافية فاس التعامل بالحزم اللازم لزجر كل من سولت له نفسه انتحال صفة يؤطرها القانون و قطع الطريق أمام أشباه الصحفيين الذين اتخذوا من مهنة الصحافة وسيلة للارتزاق ولجلب الامتيازات وشحذوا أقلامهم و ميكروفوناتهم للاسترزاق و لمن يدفع أكثر، و زادو في تدنيس شرف مهنة الصحافة التي ارتقى بها الخبراء والمختصون إلى جعلها صاحبة الجلالة.
و على الذين اختلسوا صفة الانتساب لمهنة المتاعب أن يعودوا لأرشيف تاريخ الصحافة لكي يكتشفوا حجمهم الحقيقي عندما سيقفون عن المغزى الحقيقي الذي كان وراء نعت هذه المهنة الغراء بالسلطة الرابعة، وعلى طبيعة الأدوار التي اطلعت بها في عدد من الدول المتقدمة التي كانت وراء انبلاج نجم تطورها، وكذلك على جسامة وأهمية التحديات والمخاطر التي تحملها الصحفيون في سبيل تطوير منظومتهم المجتمعية وفي الرفع من مستوى وعيها ، و لعل استشهاد الزميلة شيرين أبو عاقلة خلال تأديتها لواجبها المهني لخير دليل على جسامة و حجم المسؤولية بمهنة المتاعب.
في الأخير هذه رسالة الحقيقة24 مباشرة لمن يهمه الأمر من أشباه الصحفيين ، إن فهمكم القاصر أنتم وأمثالكم لفلسفة وماهية صاحبة الجلالة أسقط هيبتها من علياء عرشها، وأساء لعزها ولشرف المنتسبين إليها بالحاضرة الإدريسية فاس ، وممارساتكم الارتزاقية ساهمت في تقهقرنا وتخلفنا عن اللحاق بالركب الحضاري بعقود من السنوات الضوئية…فكفوا ارتزاقيتكم عنا . و في كلام عمدة فاس لكم بأنكم متطفلون لخير عبرة.