يقول منطق الأمور إن المجتمعات بطبيعتها تبحث عن انتخاب الشخص الصالح والنظيف الذي لا تحوم حوله شبهات الفساد، لكي يتولى الشؤون التدبيرية و التسييرية ويطوّر اقتصاد المدن و القرى و المداشر و يخّلصها من الفساد المالي والإداري.
ولكن الواقع السياسي بفاس قد لا يبدو بهذا الإشراق، بل على العكس تماماً، يقوم كثير من الناس، بانتخاب أو إعادة انتخاب سياسيين تحوم حولهم شبهات فساد، أو حتى ثبتت عليهم التهمة.
في هذا السياق، ربما تكون للعاصمة العلمية فاس و التي تطالها حملة أمنية واسعة للبحث و التحقيق مع سياسيين وصلوا لمراكز القرار و تحوم حولهم شبهات في ملفات شتى.
و في هئا الصدد و حسب ما أفادته مصادر الحقيقة24 ، فإن من المرتقب أن تدشن الفرقة الجهوية للشرطة القضائية بمدينة فاس حملة استدعاء شخصيات سياسية للتدقيق في مصدر الثروات المشبوهة والغنى الفاحش الذي أصبحوا عليه، وذلك تحت عنوان “من أين لك هذا”؟
فبعدما أصبح الفساد السياسي و الانتخابي يلاحق بعض المنتخبين السياسيين و المسيرين للشأن السياسي و الجماعي بفاس مكناس ، و بعدما فاحت ملفات فساد كانت حبيسة الرفوف إلى أن حركها الأستاذ رشيد تاشفين الوكيل العام للملك لدى استئنافية فاس ، فمن المرتقب أن يتم استدعاء عشرات الأشخاص للتحقيق معهم عن مصادر تلك الأموال وحول مسار الثراء الفاحش الذي أصبحوا فيه في غمضة عين دون مساءلة .
وحسب معطيات توصلت بها جريدة ” الحقيقة24″ من مصادرها، فإن التحقيق سيطال كذلك أفراد أسر وعائلات المشتبه بهم لمعرفة مصادر الأموال وممتلكاتهم.
جدير بالذكر أنه تم الإطاحة بالعديد من رؤوس الفساد السياسي تحت حملة تطهير كبرى ، وهذا ما يؤكد أنه قد ولا زمن “عفا الله عما سلف ” وأصبح السيناريو الاكثر والاقرب للتحقق، فهل أصبحت السياسة وسيلة للثراء لا الخدمة ؟ .