وجه عبد الإله بنكيران، الأمين العام لحزب العدالة والتنمية رئيس الحكومة المغربية الأسبق، رسالة إلى النظام الجزائري يدعوه فيها إلى الكف عن اتخاذ المغرب عدوا.
جاء ذلك خلال كلمة له في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر الجهوي العادي للحزب بوجدة، مذكرا بالروابط التي تجمع الشعبين المغربي والجزائري، رغم ما وصفها بـ”المناكفات” التي تبرز بين الحين والآخر.
وانتقد بنكيران تصعيد الجزائر ضد المغرب في قضية صحرائه، قائلا: “نحن نؤكد لكم أننا لا نريد لكم أي سوء وانتوما غاديين كتشكيو بينا للأجانب”، مبرزا أنه في الوقت الحالي هناك تكتلات دولية، من بينها الغرب الرأسمالي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، والشرق اليساري الاشتراكي الذي يضم روسيا والصين الشعبية ومجموعة من الدول، وهناك الأمة العربية الإسلامية التي يجب أن تفهم أنه لا حل لها سوى التوحد فيما بينها لمواجهة التحديات القادمة
وواصل بنكيران حديثه إلى النظام الجزائر مؤكدا أن هذا الوقت ليس للتفكير في انتزاع جزء من المغرب، وإحداث دولة مائة أو مائتي ألف شخص به للمرور عبرها إلى المحيط الأطلسي، “بل يجب عليكم التفكير في كيفية تقوية وحدة المغرب العربي، والتفكير في مجموعة من القضايا على أننا دولة واحدة حتى-على الأقل-يهابنا خصومنا”، وتساءل في هذا السياق: “كيف تتوفّر الجزائر على كل هذه المساحة من الصحراء والمغرب لا يملكها؟ هل يمكن شرح هذا الأمر؟
ودعا الأمين العام لحزب العدالة والتنمية حكام الجزائر إلى “الرجوع إلى الله، راه كلكم شارفين كلكم غادين تمشيو تلقاو الله”، مؤكدا أن “المغرب إذا اقتربتم منه شبرا سيقترب منكم ذراعا، ليس خوفا؛ فالمغرب صمد لقرون وهو يحمي الجناح الغربي للأمة الإسلامية ودافع عنكم ودافع معكم، والخلاف لن ينفعكم ولن ينفعنا
وأكد المسؤول الحزبي ذاته أنه لا يمكن تزوير تاريخ القبائل الصحراوية المرتبطة بملوك المغرب منذ قرون طويلة، تدخل ضمنه البيعات والمراسلات والتعيينات التي كانت ولا تزال محتفظا بها.
وأصر رئيس الحكومة الأسبق على تذكير حكام الجزائر بالحرب التي خاضها المغرب ضد فرنسا لصالح الجزائر سنة 1844 وانهزم فيها، كما تسببت في احتلاله هو أيضا، داعيا إلى عدم نسيان ما قدّمه المغاربة لمساندة المجاهدين في الجزائر وهو تاريخ مدون ومعروف، متسائلا: “هل يمكن أن تنفوا مساهمة ملوكنا معكم بالسلاح الثقيل؟”.