في التفاتة مشكورة بادرت كل من الزاوية اليعگوبية العلوية و جمعية سيدي يعگوب لتحفيظ القرآن الكريم وتدريس علومه وبتنسيق مع المجلس العلمي المحلي بجرسيف، إلى تكريم مجموعة من حملة كتاب الله بقرية ارشيدة بالجماعة الترابية لمريجة اقليم جرسيف، الذين أبلوا البلاء الحسن في ترسيخ سنة حفظ كتاب الله، وهي مبادرة اتخد لها شعار :”بلغو عني ولو آية “.
هو احتفال كبير تم على شرف الطالب الذي أكمل حفظ ستين حزبا أو كما يقال بلغة أهل البلدة ” اختم السلكة” حيث تم تزويق لوحته ولبس جلبابا أبيض وركب صهو الحصان الذي هيأ له بالمناسبة، في موكب إحتفالي عظيم انطلق من الكتاب القرآني سيدي امحمد لمرابط بدوار أهل الزاوية وجاب دروب وأزقة القرية لتنتهي الجولة بصحن ضريح الولي الصالح سيدي يعگوب. بعدها عرف فضاء المسجد القديم حفلا دينيا بالمناسبة، حيث افتتح هذا الحفل الديني بقراءة جماعية من الذكر الحكيم على الطريقة المغربية المعهودة، تلتها كلمة ترحيبية بالحضور الكريم، بعدها قدم السيد عدنان كلمة باسم الزاوية اليعگوبية العلوية، وفي كلمة له نوه السيد رئيس المجلس العلمي المحلي بجرسيف الدكتور عبد القادر بوشلخة بهذه المبادرة الطيبة، بعده منحت الكلمة لرئيس جمعية سيدي يعگوب لتحفيظ القرآن وتدريس علومه الأستاذ إدريس القادري، شكر فيها الحضور الكريم وقدم من خلاها عرضا حول مسار الجمعية.
هذا وقد عرف الحفل تكريم وتقديم جوائز و مساهمات مادية حيث عادت
- الجائزة الأولى للطالب ابراهيم أباحمو (ستون حزبا).
- الجائزة الثانية للطالب اسماعيل أباحمو (ثلاثون حزبا).
- الجائزة الثالثة عادت للطالبة هاجر لقباقبي مناصفة مع الطالب سعد الراشيدي (ستة أحزاب).
وجدير بالذكر أن قبيلة أولاد سيدي يعگوب اشتهرت قديما بحفاظ كتاب الله، بحيث كان من المستبعد جدا أن تدخل بيتا يعگوبيا ولا تجد فيه شخصين أو أكثر حاملين للقرآن الكريم بل كل أفراد اﻷسرة أحيانا.
كانت القبيلة وجهة للراغبين من كل ربوع الوطن في تعلم القرآن وعلومه والراغبين في إتقان حفظه.. وقد إشتهر أن لا مستقبل ولا مكانة (للفقيه) في محيطه وبين أقرانه ما لم يثبت أنه رحل – أيام الطلب- لارشيدة ما إن يذكر (الكرم، الجود، العطاء، المعروف، الرتبة، اللوح، السمغ، القلم، الصلصال، التحنيشة، الرتبة، الفقها، السلكة، لمحظرية ، النفدة ..و..و..) إلا وذكرت -ضرورة- قبيلة أولاد سيدي يعگوب.
كان قاصدوها من الطلبة إذا ما وطئوا تربتها لا يسألون في الغالب عن هذا الفقيه أو ذاك .. شيوخها وفقهائها وراشيين متمكنين.
هذا وقد مر هذا الحفل في جو روحاني عطر رباني بهيج، تخللته تلاوات قرآنية وأمداح نبوية وابتهالات ربانية وأدعية مأثورة، وقد شهد هذا الحفل إقبالا واسعا من الطلبة كما أهل القرية وفقهائها وزوارها وتخلله حفل شاي ووجبة غداء قدم فيها للحاضرين ما ألذ وطاب، حيث لقي استحسانا ودعما من طرف المحسنين، وإعجابا من طرف محبي كتاب الله وأهله وخاصته، راجين التوفيق والسداد للمنظمين، وكذا إستمرار الخلف في ترسيخ نهج السلف.