افتتحت صبيحة يومه الخميس 22 شتنبر الحالي فعاليات الموسم السنوي لمولاي إدريس الأزهر مؤسس مدينة فاس بحفل احتضنته دار المرنيسي بالبطحاء بفاس، تخللته وصلات في المديح والسماع.
وخلال هذا الحفل الذي جرى بحضور والي جهة فاس مكناس عامل عمالة فاس السعيد زنيبر والمنتخبين والسلطات المحلية والشرفاء جرى تقديم “الكسوة”، وهي رداء يسدل على قبر مؤسس مدينة فاس، موشح بآيات قرآنية ومطرز بخيط بماء الذهب الذي نكلف بخياطته الشريف فؤاد إدريسي قيطوني.
وفي كلمة بالمناسبة استحضر أحد الشرفاء الإدارسة القيطونيين الحقائق التاريخية والدينية التي قادت إلى إنشاء العاصمة الروحية للمملكة من قبل مولاي إدريس الأزهر والمساهمة البارزة لهذا المؤسس الذي كرس حياته لخدمة الاسلام وتأسيس الدولة المغربية.
كما سلط الضوء على الإسهامات الثرية للسلاطين العلويين عبر القرون في تطوير المدينة وإشعاعها ووصولها الى مكانتها الروحية الراهنة حيث تعد مثابة روحية للدفاع عن ثوابت الأمة وقيمها المقدسة.
و خلال موسم مولاي إدريس الأزهر سيتم تنظيم لقاءات دينية داخل ضريح مولاي إدريس، لتتوج التظاهرة بالحفل التقليدي لنقل “كسوة” مولاي إدريس إلى مقر الضريح وسط المدينة العتيقة في موكب تؤثثه أناشيد روحية لطوائف وفرق فنية كعيساوة واحمادشة وكناوة وغيرها.
ورفعت بهذه المناسبة أكف الضراعة إلى الباري عز وجل بالدعاء الصالح لأمير المؤمنين صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وأن يقر عين جلالته بولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير مولاي الحسن، وأن يشد أزره بشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير مولاي رشيد وسائر أفراد الأسرة الملكية الشريفة.
كما تضرع الحاضرون، في جو من الخشوع، إلى الباري عز وجل بأن يتغمد برحمته الواسعة فقيدي الأمة المغفور لهما محمد الخامس والحسن الثاني، طيب الله ثراهما، وأن يكرم سبحانه وتعالى مثواهما ويسكنهما فسيح جناته.
و الجدير بالذكر إن مولاي أحمد فيلالي كاوزي ناظر الحرم الإدريسي بفاس و مقدم الشرفاء الأدارسة القيطونيين سهر شخصيا على وضع اللمسات الأخيرة و خياطة الكسوة التي تسدل على قبر المولى إدريس الأزهر، مؤسس العاصمة الروحية للمملكة و ذلك صبيحة يوم السبت 17 شتنبر المنصرم ، بالحرم الإدريسي بفاس ، في سابقة من نوعها في تاريخ الشرفاء الأدارسة القيطونيين قبل نقلها أمس الأربعاء إلى دار المرنيسي تحت أجواء جد رائعة على إيقاعات أهل توات .
يشار الى أن المولى إدريس الأزهر، الذي ولد سنة 177 هـ، تولى الحكم خلفا لوالده المولى إدريس الأول في سن 11 عاما وأبان عن خصاله كرجل دولة كبير على مدى 25 عاما وأسس مدينة فاس عام 808 م/ 192 ه.