عادل عزيزي
بعد أن استبشر الفلاحون خيرا بما جادت به السماء بخيراتها بأمر من العلي القدير آملين بموسم فلاحي جيد ينسيهم شبح الجفاف الذي كان يتربص بهم وبمواشيهم، وبعد أن انشرحت القلوب، تحولت هذه التساقطات المطرية الى نقمة تسائل بعض رؤساء الجماعات المحلية بإقليم تاونات عن انجازاتهم التي طالما امتدحوها بمناسبة أو بأخرى. حيث عرّت هذه الأمطار البنية التحتية لتراب الجماعات القروية، وأسواقها الأسبوعية وكشفت عن هشاشة البنية التحتية الطرقية، وتدهور وضعية الكثير من القناطر المهددة بالانهيار.
مواطنون و متتبعين و نشطاء موقع التواصل الاجتماعي، نشروا صورا لأحياء سكنية تضررت نتيجة الأمطار، وتحولت مسالكها المتربة إلى برك من الأوحال، حيث واقع الحال يؤكد، حسب مواطنين، أن البنية التحتية بالمنطقة تفتقد إلى كثير من الاهتمام، هشاشة البنية التحتية بأحياء سكنية بغالبية تراب جماعات الإقليم، مناشدين ومطالبين الجهات الوصية بالتدخل للتحقيق في العديد من المشاريع التي لم تصمد كثيرا في وجه الامطار المتهاطلة، وحث القائمين على تدبير الشأن المحلي بهذه المناطق المتضررة من الفيضانات بالتوقف عن نهج السياسات الترقيعية والحلول الظرفية.
غير بعيد عن جنوب مدينة تاونات، نحو إحدى الأسواق الأسبوعية، وانت تحط الرحال بسوق عين عائشة، هذا المرفق العمومي الذي يعد من الأسواق الأسبوعية المهمة بالإقليم، يقصده العامة والخاصة من كل حدب وصوب.
سوق يعتبر الشريان الحيوي بالمنطقة يضخ مبالغ مالية في مداخيل الجماعة يعرف العديد من المشاكل البنيوية قاسمها المشترك يتجلى في صعوبة الولوج إليه في فصل الشتاء بفعل الاوحال ” الغيس” والبرك المائية يمنع المتسوقين و ويفرض عليهم ارتداء “البوط” للتوغل وسط البرك المائية والأوحال، معاناة المواطنين تنضاف الى معاناة الذين يمارسون أنشطتهم تحت الخيام، وفي ظروف مزرية، الأمر الذي يتطلب من الجهات المعنية ضرورة تخصيص جزء من مداخيل هذه الأسواق لتجهيز فضاءاته، وتزويده بكل الحاجيات الأساسية، وتنظيمه وتأمينه، وذلك من أجل توفير الظروف المناسبة لعملية البيع والشراء وحفاظا على صحة المستهلكين، عبر إصلاح كل المرافق وإصلاح أرضيتها وإقامة قنوات تصريف مياه الأمطار وتزويدها بحنفيات الماء الصالح للشرب، ومراحيض..، دون أن ننسى نظافته بحيث أنه وعند انتهاء التسوق يتحول الفضاء إلى مزبلة تتقاذف الرياح بكل المخلفات من أكياس بلاستيكية وأزبال أخرى نحو المناطق السكنية المجاورة.
إنها بعض معالم الإهمال الذي يطال معظم مرافق الأسواق الأسبوعية، راسمة بذلك صورة قاتمة تعكس الواقع المزري لهذه الأخيرة التي تعد من أهم الموارد الهامة على ميزانيات جماعاتها بمختلف الأقاليم، لكنها تفتقر إلى أدنى شروط السلامة الصحية، الأمر الذي يستوجب دق ناقوس الخطر، والتعجيل بإصلاحات في العمق وإيجاد بدائل من شأنها تلبية متطلبات المستهلك في ظروف جيدة وملائمة .