تقف أزمة القدرة الشرائية لشريحة واسعة من المغاربة، في وجه الاستعدادات لشهر رمضان، بالنظر إلى غلاء أسعار جميع المنتجات الاستهلاكية خلال الأسابيع الماضية، خاصة في ظل استمرار الحرب بين أوكرانيا وروسيا.
إذ لا حديث للمغاربة في الفترة الأخيرة سوى عن الارتفاع الصاروخي لأسعار اللحوم الحمراء والدواجن والخضر، حيث بلغت أسعار اللحوم الحمراء بمختلف المدن المغربية 100 درهم، فيما وصلت أسعار الدجاج الحي لـ20 درهما للكيلوغرام الواحد، و38 درهما للكيلوغرام بالنسبة للدجاج المذبوح.
ويعود هذا الارتفاع الصاروخي في أسعار المنتجات الغدائية، خاصة الخضر والفواكه، إلى ارتباكات السوق الأوروبية، يروي بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، مؤكدا أن “أسباب ارتفاع الطماطم على سبيل المثال، تعود إلى وضعية السوق الأوروبي بسبب الثلوج، حيث يقرر الباعة في المغرب تصدير الطماطم إلى الخارج، بدل بيعها في المغرب”.
وأضاف الخراطي، أن “سيناريو غلاء الأسعار قبل شهر رمضان، سيناريو يتكرر كل سنة، باستثناء اللحوم الحمراء، التي عرفت هذه المرة ارتفاعا صاروخيا”.
وأبرز المتحدث، أن “ارتفاع أسعار الخضر والفواكه، يرجع إلى المنتجين المغاربة الذين يفضلون بيع المنتجات إلى الخارج عندما يرتفع سعرها، وهذا ما وقع السنة المنصرمة في الطماطم وما يتكرر هذه السنة أيضا”.
وأفاد الخراطي، أن “السياسة الفلاحية في المغرب كلها موجهة للتصدير، مع الأسف”، وتابع قائلا: “لا توجد سياسة لضمان السيادة الغذائية بالمغرب، ولكن ماهو غير عادي اليوم، هو ارتفاع اللحوم الحمراء والتي طالما كانت في متناول المستهلك”.
وأشار رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، إلى أن “هذا الارتفاع في الأسعار ينقلب حسب العرض والطلب، فكلها مواد غير مقننة وأسعارها حرة، رغم الدعم الذي تقدمه الحكومة للفلاح بشكل مباشر”.