بكوميديا باهتة، و عبارات صافقة اقل ما يقال عنها انها مخلة بالآداب كان ذلك المرور المستفز لأحد المحسوبين تجنيا على الكوميديا في حفل تكريم المنتخب المغربي، هي واحدة من زلات هذا المتألق في الحموضة و الخارج عن لباقة الادب و الذي تستضيفه قنواتنا الاعلامية العمومية الممولة من جيوب دافعي الضرائب، فهذا المهرج كانت له خرجات سابقة يسعى من خلالها على ظهر “التقشاب” للإساءة للمرأة، خدمة لأجندات اعلام مخدوم يسعى لتوشيه صورة المرأة المغربية على الخصوص.
و بقبولنا هذه الممارسات الانتهازية ينطبق علينا المثل القائل “كل ما حرث الجمل دكو” فسنوات من النضال ضد تحقير و تهميش و اقصاء النساء، ضد الصور النمطية التي الصقت بالمرأة، ضد الاساءة لها في الاعلام، ضد كل الممارسات التي من شأنها التقليل من قيمة و دور المرأة في المجتمع تذهب سدى في لحظة انتشاء بسكيتش حامض موضوعا و إخرجا و عرضا، و الطامة الكبرى في مناسبة مهمة تحتفل بإنجاز تاريخي للأسود كان للمرأة الزوجة و الام و الاخت و الابنة دور محوري فيه، ابرزه الاستقبال الملكي المهم، و اكدته وسائل اعلام عالمية و عربية و مغربية ايضا.
إن ما عرضه هذا المهرج في حضرة اسود الاطلس و كبار مسؤولي الرياضة و الشأن العام يدفعنا ليس إلى الادانة و حسب بل إلى المطالبة بسحب و حجب تلك الفقرة المملة و اعتذار صاحبها للنساء المغربيات اللواتي اثبتن عن جدارة و استحقاق و في محطات مهمة ريادتهن في جميع المجالات حتى في الكرة، فحضورهن في الملاعب لم يكون من باب الصدفة أو تاثيث للمشهد بل قيمة مضافة تعكس نضج و حضارة المجتمع و تبرز تناغم و انسجام المجتمع بالرغم من الاصوات الشاذة و النشاز.