محنة كبيرة تعيشها فئات واسعة من المواطنين مع حافلات النقل الحضري لشركة “سيتي باص” والتي تتولى التدبير المفوض للقطع منذ عهد العمدة الأسبق، حميد شباط.
الحافلات التي تجوب شوارع المدينة والتي لا يتردد عدد من الفاعلين في وصفها بالحافلات “المجنونة”، بسبب حوادثها الكثيرة الناجمة عن فقدان سائقيها للسيطرة عليها، تعاني من اهتراء كبير، إلى درجة أنه لا يكاد يمر يوم واحد دون أن يتم تسجيل أعطاب في عدد منها تنجم عنها عملية توقفها، ما يزيد من معاناة المرتفقين والذين عليهم أن ينتظروا قدوم حافلات أخرى لتقلهم، وهي لا تقل تدهورا عن الحافلة المعطلة.
وفي فصل الصيف، ومع اتفاع درجات الحرارة، فإن الحافلات التي تنفث الدخان الكثيف سرعان ما تصاب بأعطاب. وانتشرت الكثير من مقاطع الفيديو في الآونة الأخيرة تظهر هذه الحافلات وهي تحترف بسبب نيران اندلعت فيها يحتمل أن تكون ناجمة عن تدهور حالتها الميكانيكية.
وظل الملف من الملفات الحارقة في المدينة. وقدمت أحزاب التحالف الرباعي التي تسير الشأن العام المحلي بقيادة حزب “الأحرار” الكثير من الوعود لتجاوز هذا الوضع، لكن دون جدوى. وتقرر أمام عناد الشركة في تحسين الأسطول اللجوء إلى تحكيم وزارة الداخلية، قبل أن يعود العمدة الحالي من جديد ويقدم الكثير من الوعود، والتي ظلت إلى حدود الآن مجرد حبر على ورق، بينما يواصل المرتفقون تحمل جحيم هذه الحافلات، خاصة وأن قطاع سيارة الأجرة الصغيرة بدوره يعاني من مشاكل كبيرة مرتبطة بالفوضى، بينما يمنع على سيارات الأجرة الكبيرة العمل في الوسط الحضري.