عادل عزيزي
شكل نزول فريق اتحاد تاونات إلى القسم الشرفي حديث كل المهتمين بالشأن الرياضي في تاونات، حيث كانت صدمة جمهوره كبيرة جدا، بعدما تكالبت عليه الظروف، و أوهنته المشاكل، لينقلب من فريق كانت أعتد الأندية المغربية تضرب له ألف حساب ، لفريق أصبحت ترقص فوق عظامه فرق لم يسمع بصيتها من قبل.
فريق اتحاد تاونات عانى كبيرا في المواسم الأخيرة، و بين عشية و ضحاها تحول من فريق ينافس على بطاقة الصعود لفريق يعاني شبح النزول، فبعدما كان يتوقع جميع المتتبعين من أجل الظفر ببطاقة الصعود لأقسام الصفوة، بحكم تاريخه الكبير نزل الى القسم الأخير و بشكل متتالي و في وقت قياسي .
ونزل الفريق رسميا إلى أدنى مستويات أقسام الکرة، بعدما ثبتت لجنة الاستئناف بالجامعة الملکية المغربية القرار الصادر عن العصبة الجهویة بجهة فاس مکناس والقاضي بحذف 10 نقط منه عقابا له لارتكابه خطئا إداريا، ما قلص عدد نقاطه بالبطولة وجعله یتذیل أسفل الترتيب بعدما كان ينافس للصعود، واستأنف الفريق قرار العصبة وقدم اعتراضا عليه، لکن لجنة الاستئناف المنبثقة عن الجامعة رفضت طلب المکتب المسير شکلا ومضمونا.
بعد مسار رياضي طويل، يذكر التاريخ لفريق اتحاد تاونات أنه نافس على كأس العرش وتحدى أندية كثيرة في قسم الكبار، وقدم لنا لاعبين مبدعين، ولكن هذا التاريخ يسجل للفريق نزوله إلى قسم الهواة مثل أي فريق صغير بلا أمجاد. تعددت مشاكله المادية ويجد نفسه وحيدا يبحث عن طوق النجاة، فمن يعيد قطار “USTA” لسكته الصحيحة؟.
ارتبط اسم الاتحاد أيضا باسم مسيرين اخرين اهمهما مصطفي البوزيدي الملقب بـ “ميني ميني” و مصطفى الزنطار، فلا يمكن الحديث عن الفريق دون ذكر هذين الاسمين . والذين جعلا من الفريق خصما عنيدا لكل الفرق، وتعدت شعبيته اقليم تاونات، و شكل متنفسا لكل ساكنة المدينة في المتعة و الفرجة الكروية، كما شكل الفريق أيضا مدرسة لإنجاب النجوم.
الوضعية التي ٱل إليها الفريق لم تأتي وليدة الصدفة و لا يتحملها شخص أو إثنان ، بل هي نتيجة حصدتها جميع مكونات الفريق، بل و جميع الرياضيين و المسؤولين بمدينة تاونات ، نتيجة يتحملها بدرجة أولى المكتب المسير السابق.
إنه لمن المحزن أن نرى فريقا بحجم اتحاد تاونات، يمر بمرحلة كهذه ليكون التاريخ شاهدا على إندحار الفريق عاما بعد آخر نحو الأقسام السفلى، اتحاد تاونات فريق كبير و له جمهور كبير و غيور ، فمن يا ترى عكر ماء الاتحاد ؟ هل مسيروا الفريق أو المسؤولون أو السياسيون…؟ أم أن ظروفا قاهرة أودت بالفريق للهاوية…؟، وحدها الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن كل هاته التساؤلات.
نتمنى أن يعود فريق اتحاد تاونات أقوى مما كان عليه و أن يعود لمكانته المعهودة ، بعيدا عن كل المشاكل و الانقسامات و الصراعات.