عادل عزيزي
ما زلنا مع مسلسل المشاريع المتعثرة والمتوقفة الذي لا ينتهي بإقليم تاونات.
حلقة هذه اليوم مع أول مؤسسة اجتماعية تعنى بفئة كبار السن على صعيد مدينة تاونات، مشروع انساني متميز استحسنه الجميع هو الأول من نوعه على مستوى الإقليم، كان يروم من خلاله العناية بفئة الأشخاص المسنين وإدماجهم في المحيط الاجتماعي من خلال توفير فضاء ملائم للقاء والتواصل، كما كان يشكل متنفسا لهم عبر تقديم مجموعة من الخدمات الاجتماعية والصحية والنفسية والأنشطة الترفيهية والثقافية والفنية، لكن اغلق بعدما أسابيع من تدشينه.
مركز رعاية المسنين “نادي المسنين” بتاونات، الذي شيد في إطار مشاريع المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، بدعم من المندوبية الإقليمية للتعاون الوطني بتاونات، والمجلس الإقليمي، والمجلس الجماعي لتاونات، تم افتتاحه بمناسبة تخليد الذكرى 63 لعيد الاستقلال أشرف عامل اقليم تاونات صالح دحا يوم الاحد 18نونبر 2018 بمدينة تاونات، بحضور برلماني الاقليم، الكاتب العام لعمالة تاونات، رئيس المجلس الاقليمي، رئيس جماعة تاونات، ورؤساء المصالح الخارجية والعسكرية وأعضاء جمعية الامل للعناية بالمسنين وبعض فعاليات المجتمع المدني، ويعد نادي الاشخاص المسنين أول مؤسسة اجتماعية تعنى بفئة المسنين بالإقليم وهو مؤسسة للرعاية الاجتماعية تعمل في اطار مقتضيات القانون، رصد لإنجازه غلاف مالي إجمالي يقدر بحوالي مليون درهم.
فضاء اجتماعي وترفيهي لفائدة الاشخاص المسنين نساء ورجال تشرف عليه جمعية الامل للعناية بالمسنين، ويقدم خدمات اجتماعية خاصة وخدمات التنشيط والترفيه والتوعية. من مهامه تمكين المسنين من الادماج في محيطهم الاجتماعي وتنظيم انشطة ثقافية وترفيهية ورياضية فردية وجماعية ملائمة للسنين وتنظيم انشطة للتوعية والتحسيس بمظاهر الشيخوخة، يستفيد من النادي كل المسنين الذين يبلغون من العمر 60سنة فما فوق. لكن و مع مرور شهور على افتتاحه تم اغلاقه لأسباب مجهولة.
على الرغم من إثارة “الحقيقة 24” لموضوع توقف و تعثر عدد من المشاريع التنموية بإقليم تاونات، التي صرفت عليها أموال عمومية طائلة، فإن السلطات الإقليمية المكلفة بمهام الرقابة والتتبع والافتحاص، اختارت التزام الصمت إزاء استمرار إغلاق عدد من المشاريع وتعرضها للإهمال دون تحقيق الأهداف المتوخاة، في غياب أي إرادة حقيقية لحماية المال العام من الهدر، عبر فتح تحقيق موسع في الموضوع وتفعيل مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة.
ليبقى السؤال معلقا متى ستتحرك السلطات الإقليمية بتفعيل مبدا ربط المسؤولية بالمحاسبة..؟، و إلى متى سيبقى إقليم تاونات مقبرة للمشاريع..؟!