يشهد شارعي الحسن الثاني و علال ابن عبد الله وسط فاس التابعين للنفوذ الترابي لأكدال يوميا حالة من الفوضى والعشوائية ، بسبب الإنتشار الكبير للباعة الجائلين و اصحاب السيارات الكهربائية الذين حولوهما الى لافوار ، كما توضح الصور التي تم التقاطها زوال يومه السبت 13 ماي الجاري.
وتحول طول هذين الشارعين الذين يُعتبران من أبرز و اهم الشوارع بالعاصمة العلمية كونهما يحتضنان اهم المؤسسات من ولاية الجهة و مجلس الجهة و ولاية الامن و محكمة الاستئناف و غيرها من المؤسسات إلى ما يشبه السوق العشوائي جراء اجتياحه من طرف الباعة المتجولين و اصحاب السيارات الكهربائية الذين تسببوا في كسر العديد من الكراسي الرخامية و اقتلاع الارضية ، خصوصا في الفترة الليلية ، حيث يتم طمس معالم الشارعين المذكورين ، ويصبح المرور منهما كمن يخوض حربا.
ووفق ما عاينته “الحقيقة24″، فإن العشوائية حولت اهم شوارع فاس و الذي يعرف حركية مكثفة خصوصا خلال فترة المساء، إلى ملك خاص لعرض سلع الباعة الجائلين من اصحاب الذرة و الكولكول و السندويتشات ، وأضحى احتلال الملك العمومي وعرقلة الطريق بالنسبة لهؤلاء حقا مشروعا، أمام عجز حملات السلطات المحلية بالمنطقة عن القطع مع هذه الظاهرة التي أضحت وباء يتنامى يوما بعد يوم أمام أنظار مسؤولي المدينة و غير بعيد عن مكتب السعيد ازنيبر عامل عمالة فاس .
ولم يعد مشكل السيارات الكهربائية التي حولت الشارع الى لافوار دون ترخيص من المصالح الجماعاتية والباعة المتجولين بشارعي علال ابن عبد الله و الحسن الثاني ، يقتصر فقط على احتلال الملك العمومي وعرقلة سير المارة، بل أصبح مشكلا يتسبب في مظاهر وسلوكات غير أخلاقية مثل التحرش الجنسي بالمارة، إذ يستغل بعض المرضى الاكتظاظ الذي يعرفهما القلب النابض لفاس خصوصا في فترة الليل لممارسة سلوكاتهم الشاذة.
واستغرب مهتمون بالشأن المحلي، من تجاهل السلطات المحلية و المنتخبة وتسائلوا عما إذا كان الوالي السعيد ازنيبر على علم بالفوضى التي تعيش على وقعها الشوارع القريبة من مكتبه يوميا، وعن سبب فشل حملات السلطات المحلية، والتي لا تعكس واقع الحال دورها في محاربة هذه الظاهرة، مشددين على أن الوضع ، أصبح يتطلب إيجاد حلول جذرية، للقضاء على هذه الظاهرة، بدل الحملات التي تشنها السلطات بين الفينة و الاخرى والتي تبقى نتائجها مؤقتة.