عادل عزيزي
تختلف الأمور بحلول فصل الصيف، حيث تصبح مجموعة من المدن الداخلية تعيش معاناة موسمية، إنه بالنسبة لبعضها موسم “الجحيم” نظرا لغياب المسابح والأماكن التي تقي الساكنة من الحرارة المفرطة في هذا الفصل، و من بين هذه المدن التي تعرف ارتفاع دراجة الحرارة، والتي يصبح العيش فيها لا يطاق، نجد مدينة تاونات في مقدمتها، باعتبار غياب متنفسات قادرة على استيعاب أفواج المواطنين الهاربين من حر أشعتها ، مما يضطر الشرائح الاجتماعية ذات الدخل المحدود إلى العيش في الجحيم.
الموقع الجغرافي لمدينة تاونات يجعل من خصوصياتها المناخية تعرف شتاء باردا، وصيفا حارا، التي قد تفوق 48 درجة في بعض الأحيان، كما يسجل غياب متنفسات للتغلب على هذه الحرارة.
الواقع أنه مع ارتفاع درجات الحرارة، تصبح حاجة المواطنين بتاونات، وخاصة منهم فئات الشباب والأطفال من شتى الأعمار، ماسّةً للتوّجه صوب الشطآن والمسابح الترفيهية قصد الاستجمام والاصطياف، بحثاً عن أوقات ممتعة تروّح عن النفس وتبث عبر أوصال الأجساد شعورا بالانتعاش، وسط حرارة مفرطة ما تلبث تُقلّل من النشاط والحيوية وإحلال الفتور مكانها، بيد أن اليافعين والشباب من أبناء الأسر المعوزة بمدينة تاونات، الذين ليس بمقدورهم الاصطياف، وفي ظلّ انعدام وغياب المسابح، يلجئون طيلة فصل الصيف إلى الوديان و السدود المتواجد بإقليم تاونات، حيث يجدون ضالتهم رغم الأخطار التي تتهددهم.
إنه لمن غير المعقول أن يكون لمدينة بحجم تاونات “مسبح” وحيد و لكنه لم يفتح الى حدود كتابة هذه الأسطر، ودرجة حرارتها تقارب 46 درجة أحيانا، المدينة التي باتت تعيش حالة من الركود على مستوى مختلف المرافق، ركود أدخل المدينة في دائرة التهميش والعزلة، وجعل العديد من الساكنة يبدون تذمرهم واستيائهم الشديدين من الغياب التام لمسابح القرب على غرار “المسبح” الوحيد المتواجد بالمدينة، ذلك أن مسألة غياب مسابح القرب تدفع شباب المدينة إلى البحث عن الأودية و السدود لممارسة السباحة دون الاهتمام بالمخاطر .
وفي هذا الصدد، لا زالت الساكنة التاوناتية تناشد السلطات بالتدخل من أجل إنعاش المدينة وتدعيمها بمختلف المشاريع التنموية، وإعادة بعث عديد المرافق المهشمة التي تعرف ركودا تنمويا رهيبا، وعلى رأسها ضرورة الانطلاق في المشاريع الخاصة بإنجاز منتجعات، ليتمكن الشباب الذين لم يسعفهم الحظ في السفر إلى المدن الساحلية، من التمتع بالسباحة في مدينتهم صيفا حيث تشهد المنطقة ارتفاعا لدرجات الحرارة، سيما ومسألة غياب المكتب الجماعي لتاونات عن انتظارات الناخبين، التي تساهم بشكل أو بآخر في موت الشباب الذين يضطرون إلى السباحة في أماكن جد خطيرة أدت بحياة العشرات من الأطفال والشباب، الذين يغامرون بأنفسهم في الواديان و السدود التي غالباً ما تزهق أرواحهم البريئة، لا لشيء سوى لأنهم لا يجدون مسابح لممارسة هوايتهم والاستجمام تحت أعين مراقبين مختصين في السباحة.
إذن نتمنى أن يكون الإشكال قد بلغ أصحاب القرار بعمالة تاونات لإيجاد حل لهذه المعضلة القاتلة والمستمرة، والتي تجعل مدينة تاونات خلال فصل الصيف تلقب بـ”مدينة الجحيم” لغياب أدنى وسائل الترفيه والسياحة لساكنة أبت أن تعيش الخذلان، ورفضت أن تنحني وتقبل النعال، حتى تعيش بكرامة ورأس مرفوع مهما كان العقاب.