مقتل طفلة بلدغة عقرب تفجر موجة غضب وسخط عارمة بتاونات

الحقيقة 2413 أغسطس 2023
مقتل طفلة بلدغة عقرب تفجر موجة غضب وسخط عارمة بتاونات

عادل عزيزي

خلفت وفاة طفلة ذات الأربع سنوات، من دوار الميزاب بجماعة اخلالفة عمالة إقليم تاونات بسبب لدغة عقرب، موجة غضب عارم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث أعادت هذه الحادثة المأساوية إلى الأذهان واقعة مصرع السيدة “بهيجة المسيح” داخل المستشفى الإقليمي بتاونات والتي توفيت نتيجة الإهمال الطبي، و كانت الشرارة الأولى التي اطلقت الاحتجاجات بتاونات في إطار التنسيقية الإقليمية لرفع التهميش.


وفاة الطفلة فجر موجة سخط وغضب واستياء عارم على مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تداول العديد من النشطاء قصتها المؤلمة، محملين المسؤولية، لوزارة الصحة والدولة في وفاتها، لأنها لم توفر الأدوية والمستلزمات الطبية لإنقاذها.


واعتبر نشطاء وفاة الطفلة بسبب لدغة عقرب، عنوانا آخر لـ”التهميش والإقصاء” الذي تعانيه ساكنة تقليم تاونات، مشددين على أن الطفلة ضحية أخرى لـ” انعدام الرعاية الصحية بالإقليم”، محملين مسؤولية وفاتها لوزارة الصحة و السلطات الاقليمية، التي اعتبروا “المستوصفات الصحية بالإقليم و معها المستشفى الاقليمي الشرقي مجرد جدران واقفة بدون فائدة”.


وفي هذا الإطار، قال أحدهم، “ويستمر النزيف أبناء المغرب العميق اللاجئين في وطنهم طفلة ذات الأربع سنوات تفارق الحياة بسبب لسعة عقرب أودت بحياتها نتيجة غياب وانعدام الأمصال والمضاد الحيوي للسموم في المستشفى الإقليمي بتاونات”. 


وأضاف آخر، أن “وفاة طفلة بسبب غياب مصل السموم هو إشعارٌ باستمرار الإقصاء والتهميش في حق أبناء الشعب المنسي، وفضح لكل ما يتغنى به المغرب من تطور وتقدم وحقوق الإنسان”.


علق اخر، وهو ناشط سياسي بإقليم تاونات، طفلة الميزاب وجه صغير ملؤه الابتسامة الطفولية التي تنظر إلى الحياة بنظرة صغيرة كلها أمل ولعب ومرح قبل أن تزهق هذه الروح الطاهرة بلدغة عقرب سامة بقريةٍ من قرى اقليم تاونات…تأملوا وجهها البريء وعينيها الصافيتين أيها المسؤولون ونحن معكم نتأمل بأسى وحزن”.


و ارتباطا مع هذا الموضوع، سبق أن نبهت جريدة “الحقيقة 24” في مقال سابق لها، إلى خطورة تنامي “غياب الأمصال”، بالمراكز الصحية و المستشفى الإقليمي بتاونات على الخصوص، الشيء الذي يفاقم معاناة الذين يتعرضون للدغات ولسعات الزواحف السامة..
ولفتت الانتباه إلى أن ساعات التنقل الطويلة بين المراكز الصحية والمستشفى الإقليمي ثم الى المستشفى الجامعي تعد سببا رئيسا في عدم إنقاذ هذه الحالات، وهو ما يستوجب معه توفير الأمصال بهذه المستشفيات، مع احداث أجنحة الإنعاش بها، وذلك تزامنا مع موجة الحرارة التي تعرفها المنطقة.
يذكر أن إقليم تاونات يشهد سنويا عشرات الحالات لضحايا لسعات العقارب في جماعات مختلفة، خصوصا في فصل الصيف، إلا أن غياب الأمصال  بالمستوصفات القروية والمستشفى الاقليمي، يعمق جراح المرضى من جهة، وضحايا لسعات العقارب، والاختناق بسبب الغاز أو الفحم، نتيجة لعدم توفر آلات التنفس والأمصال و مراكز الانعاش بهذه المؤسسات الصحية العمومية. 


للإشارة، و حسب معطيات مركز محاربة التسمم واليقظة الدوائية بالمغرب، تحتل لسعات العقارب المرتبة الأولى من مجموع التسممات بما يقارب 25 الف حالة تسمم، وما يقارب 80 وفاة، 95% من هاته الوفيات أطفال دون سن الخامسة عشر. كما سجل المركز المغربي 310 حالة لدغة بالأفاعي وأقل من 9 وفيات.

Breaking News