عادل عزيزي
عرف إقليم تاونات خلال الشهر الجاري حدثين مأساويين راح ضحيتهما طفلين في عمر الزهور يتمثل الأول في وفاة طفلة ذات أربع سنوات بعد أن لدغتها عقرب بجماعة اخلالفة إقليم تاونات، و الثاني أيضا بلسعة عقرب بجماعة عين عائشة ذهب ضحيتها طفل بجماعة عين عائشة بنفس الإقليم.
الطفلين معا فارقا الحياة بمستشفى الجامعي بفاس بعد أن لسعتهما عقرب رغم نقلهما على وجه السرعة للمستشفى الإقليمي بتاونات الذي يعرف غياباً تاماً للأمصال المضادة للسموم.
الهيئات الحقوقية دخلت على خط الواقعة حيث اصدر المكتب الإقليمي للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان بتاونات بلاغاً اعتبر فيه أن وفاة الطفلة المذكورة بلسعة عقرب تعتبر وصمة عار في جبين وزارة الصحة وانتهاكاً صارخاً للدستور و المواثيق الدولية و خصوصاً الحق في الحياة الذي يعد أقدس حق على الإطلاق .
و تساءلت الهيئة الحقوقية، كيف أن الأطفال يموتون بلسعات العقارب و كأن المغرب لا يزال في القرون الوسطى و في ظل عجز تام للدولة بكل مؤسساتها أمام حشرات سامة صغيرة، كما تساءلت، لماذا لم يتم إنقاذ الطفلين، رغم ان المستشفى الإقليمي يتوفر على قاعة للإنعاش و أطباء و ممرضين متخصصين في الإنعاش.
و أضافت العصبة، عندما تقتل العقارب طفلين في ظرف شهر بإقليم يقال أنه يتوفر على مستشفى إقليمي و مندوب إقليمي وعشرات الأطباء و قاعات إنعاش وغيرها من التجهيزات… ألا يستدعي الامر وقفة تأمل وقفة محاسبة وخزة ضمير…ألا نصبح امام منظومة صحية منهزمة او منظومة شبح لا توجد.
وأمام تعنت المسؤولين والمنتخبين ونهج سياسة الأذان الصماء وغياب اي تحرك او مبادرة من أجل تحسين الأوضاع المزرية أمام تعالي الأصوات المنددة والمستنكرة لما يقع بتاونات من تجاوزات خطيرة من اية جهة. كما جاء في البلاغ.
فإن العصبة تدق ناقوس الخطر وتنبه الجهات المسؤولة وتحملها المسؤولية الكاملة لما سوف تؤول إليه الأوضاع مستقبال..
وطالبت العصبة بفتح تحقيق نزيه ومحاسبة المسؤولين عن الاستهتار بأرواح الأبرياء.
كما دعت وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إيفاد لجنة خاصة إلى المستشفى الإقليمي لتاونات للوقوف على حجم الخروقات والانتكاسات…
و ناشدت العصعبة المغربية ، ساكنة الإقليم وممثلي الاحزاب والنقابات والجمعيات والضمائر الحية لتجسيد شكل احتجاجي جماعي أمام المستشفى اإلقليمي الذي اصبح فقط محطة عبور نحو مستشفيات فاس والمصحات الخاصة.
