تتعرض الفرشة المائية بالدواوير المجاورة لمعاصر الزيتون بإقليم تاونات ، هذه الأيام وكل موسم مماثل، لتلوث حاد من مخلفات معاصر الزيتون، من خلال تصريف مادة المرجان) دون معالجة في الوسط الطبيعي . الأمر الذي دفع سكان المنطقة أكثر من مرة إلى التنبيه بخطورة الظاهرة، ومطالبة السلطات المعنية إلى اتخاذ إجراءات استعجالية صارمة ضد هذه المعاصر الموجودة وسط تجمعات سكانية و اخرى بالقرب من الدواوير .
وأفاد مهتمون بالمجال البيئي بإقليم تاونات في تصريحاتهم للحقيقة24 أن المرجان الذي تخلفه معاصر الزيتون يتم تصريفه ، في الحقول والأحواض والأودية وفي قنوات الصرف الصحي دون معالجته.
و أوضحوا أن أملاح البوطاسيوم الذي يحتوي عليه المرجان ، تساهم في إتلاف التربة وتدهور جودتها وغطائها النباتي وتلويث الفرشة المائية ومجاري المياه وإضعاف الصبيب المائي وخنق قنوات الري دون اي تدخل من الجهات المسؤولة .
مادة المرجان السامة والقاتلة لكل مظاهر وأشكال الحياة المائية والبرية في إقليم يتوفر على 3000 وحدة تقليدية و 82 وحدة شبه عصرية و26 عصرية، تم الترخيص لها قبل صدور القوانين البيئية و الزامها بدفاتر تحملات .
الا ان هذه الوحدات تشغل مئات العمال بنظام المناوبة، حيث يعمل بعضها 24 على 24 ساعة، وذلك من أجل ضمان الزيتون لخصائص جودته العالية، من خلال خزنه في صهاريج كبيرة جدا لا تتجاوز درجة حرارتها 13 درجة”.
الحقيقة24 ، انتقلت الى بعض معاصر الزيتون للوقوف عن كثب على طريقة عمل هذه المعاصر التي تتسم بالعصرنة والحداثة وكيف يتم التخلص من مادة المرجان.
مع ارتفاع عدد وحدات ومعاصر الزيتون بحوض سبو ، تزايدت المشاكل البيئية المرتبطة بالتخلص العشوائي من مادة المرجان في الوسط الطبيعي، وهو ما يساهم في تلويث الفرشة المائية ومجاري المياه والسدود، الشيء الذي يؤدي إلى القضاء على بعض الكائنات الحية، خاصة الأسماك والطحالب نتيجة تدهور جودة المياه.