اشتكى مهنيون من الأضرار التي قد تلحق بهم جراء الحملة الجديدة التي أطلقها نشطاء فايسبوكيين لمقاطعة استهلاك الدجاج، ردا على وصول سعره إلى أكثر من 30 درهما للكيلوغرام الواحد هذه الأيام.
وفي ظل انعكاس المقاطعة على الإقبال على اللحوم البيضاء الأكثر شعبية في الاستهلاك، حذر هؤلاء المهنيون في تصريحات صحفية من أن المتضرر الأكبر هم المربون الصغار والمتوسطون الذين “لا دخل لهم في الأسعار”، وفق تعبيرهم.
وأوضح هؤلاء أن الكلفة العالية للإنتاج هي سبب الغلاء، وذلك نتيجة تحكم الشركات الكبرى في أسعار الكتاكيت، داعين الحكومة إلى التدخل لخفض أثمان الكتاكيت والأعلاف .
وتفاعلا مع الموضوع، أقر رئيس الجمعية الوطنية لمربي دجاج اللحم، محمد أعبود، بأن “المقاطعة تظل حقا مشروعا للمغاربة، إلا أنها تهدد بتعميق الوضعية المزرية التي يعشيها المربون الصغار والمتوسطون على وجه الخصوص، لأنهم غير مسؤولين عن ارتفاع تكاليف الإنتاج بسبب غلاء الكتاكيت والأعلاف”.
وأوضح أعبود أن “بلوغ أسعار الدجاج مستويات قياسية راجع إلى جشع الشركات الكبرى التي تلجأ بصفة دورية إلى خفض إنتاجها من الكتاكيت بما يضمن بقاء ثمن الكتكوت في 10 دراهم حاليا، وكذا عدم التجاوب مع مناشدات المهنيين بتخفيض الرسوم الجمركية على الأعلاف المركبة المستوردة من الخارج التي مازالت بدورها خاضعة لاحتكار الشركات الكبرى”.
وأبرز ذات المتحدث أن “تكلفة إنتاج الدجاج حاليا تتراوح ما بين 16 درهما و18 درهما للكيلوغرام الواحد ويباع من الضيعات بـ20 درهما إلى 22 درهما”، مرجعا هذه الأثمنة إلى “ارتفاع ثمن الكتكوت إلى 10 دراهم، وبلوغ سعر الكيلوغرام الواحد من الأعلاف 5 دراهم على الأقل، على الرغم من تراجعه على المستوى العالمي”.
وخلص رئيس الجمعية المغربية لمنتجي لحم الدواجن إلى أن “هامش الربح يتضاءل بالنسبة للمربين الصغار والمتوسطين، خاصة الذين تنفق أعداد مهمة من قطيعهم من الدجاج يوميا، بسبب عدم توفرهم على أنظمة متطورة لتبريد الحظائر في ظل موجات الحرارة المرتفعة التي تسجلها البلاد”.
وفي مقابل ذلك، يثير هذا الارتفاع في الأسعار حنق واستياء المستهلكين، الذين عبروا عن غضبهم من هذه الزيادات غير مسبوقة في أسعار الدجاج الذي يعد من المواد الأساسية في الوجبات اليومية للكثير من الأسر المغربية.
وكان عدد من نشطاء ورواد مواقع التواصل الاجتماعي قد أطلقوا حملة رقمية تحت وسم “خليه يقاقي” لمقاطعة اقتناء لحم الدجاج احتجاجا على ارتفاع أسعاره لمستويات قياسية تجاوزت 30 درهما للكيلوغرام الواحد.
هذا، وعبر مغاربة السوشيل ميديا عبر تدوينات وتعاليق متفرقة عن استيائهم من الزيادات المتتالية والمتكررة في أسعار الدجاج الذي كان ملاذهم من لهيب أسعار اللحوم الحمراء التي بلغت 150 درهما بالنسبة للحم الخروف و110 دراهم للحم العجل.
ويأتي هذا في الوقت الذي تشهد فيه الأسواق المغربية تقلبات في أسعار العديد من المواد الاستهلاكية الأخرى، مما أدى إلى تراجع الإقبال عليها، في انتظار استقرار سعرها في السوق، فيما يبقى الجدل مستمرا بين المنتجين والتجار والمستهلك الذي يبقى الحلقة الأضعف في هذه السلسلة.