تواجه مدينة فاس حالة من الجدل السياسي بعد فشل عبد السلام البقالي، عمدة المدينة وعضو المجلس الوطني لحزب التجمع الوطني للأحرار من تمرير نقطة التصويت على الشركتين المكلفتين بالتدبير المفوض لقطاع النظافة في دورة استثنائية و التي ابانت عن ضعف تسييره و تدبيره لمجلس جماعة فاس ، و كذا إدانته بالسجن النافذ لمدة ستة أشهر من قبل محكمة الاستئناف بفاس .
تُطرح أسئلة كثيرة حول مستقبل البقالي السياسي، وما إذا كان الحزب سيتخلى عنه في ظل هذه الظروف التي أبانت عن فراغه التسييري ، كما ان هذه الإدانة جاءت نتيجة لسلسلة من الإخفاقات التدبيرية التي أضرت بصورته وصورة الحزب محليًا، مما يثير تساؤلات حول قدرة التجمع الوطني للأحرار على تبرير استمراره في دعم البقالي، خاصة بعد الانتقادات الواسعة التي طالت مجلسه .
الإدانة والانعكاسات السياسية
حكم المحكمة يأتي كتتويج لمسار من المتابعات القانونية المرتبطة بمخالفات تدبيرية، حيث اتهم البقالي بسوء إدارة ملفات متعددة تخص الشأن المحلي و عدم التبليغ عن جريمة اختلاس المال العام .
هذه الإدانة تعكس ضعف أداءه وتدبيره الذي وضع فاس في موقف صعب، سواء من حيث تطوير البنية التحتية أو تقديم الخدمات الأساسية للمواطنين و تنفيذ الشعارات التي رفعها حزبه إبان انتخابات شتنبر 2021 .
البقالي، الذي كان يُراهن عليه الحزب نظرا لتجربته السياسية سواء كرئيس مقاطعة جنان الورد او نائب عمدة فاس السابق ، أصبح اليوم يشكل عبئاً سياسياً قد يضر بصورة التجمع الوطني للأحرار على المستويين المحلي والوطني، خاصة في ظل انتقادات حادة من المعارضة والمجتمع المدني.
موقف حزب التجمع الوطني للأحرار
رغم عدم صدور بيان رسمي من الحزب حتى الآن بشأن موقفه من البقالي بعد فشله التدبيري في نصف ولايته ، تظل التساؤلات قائمة حول ما إذا كان الحزب سيتخلى عن واحد من أعضائه الوافد الجديد من التقدم و الاشتراكية .
الحزب يواجه تحدياً في التوفيق بين الالتزام بمبادئ النزاهة والشفافية التي ينادي بها، ودعمه لعضو متهم بتجاوزات قانونية أدانته استئنافيا بستة اشهر سجنا نافذة .
كما ان الموقف الحالي يتطلب من الحزب اتخاذ قرار حاسم، إما بإبعاد عبد السلام البقالي للحفاظ على مصداقيته، أو الاستمرار في دعمه مما قد يعرضه لانتقادات أكبر قد تؤثر على نتائجه في الانتخابات المقبلة و طيلة نصف ولايته المتبقية في تحالف هش .
المستقبل السياسي لعبد السلام البقالي
في ظل هذا الوضع، يبقى مستقبل عمدة فاس عبد السلام البقالي السياسي معلقاً على موقف الحزب، الذي سيحدد مصيره بين الاستمرار في المشهد السياسي أو الانسحاب تحت ضغط الانتقادات المتزايدة ، و هناك من يعتقد أن هذا الوضع قد يكون بداية النهاية للبقالي، خاصة إذا لم ينجح في نقض الحكم الصادر ضده .
هذه القضية تبرز أهمية اتخاذ القرارات الصحيحة داخل الأحزاب السياسية فيما يخص المسؤولين المتورطين في قضايا فساد أو فشل تدبيري، وإلا فإن الثقة الشعبية قد تتعرض للانهيار، مما ينعكس سلباً على النتائج الانتخابية والمصداقية العامة للحزب.